رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا بيت «داعش» الثاني.. أنقرة تتهم التنظيم المتشدد بتنفيذ هجوم إسطنبول للتمويه.. مخابرات «أردوغان» خططت لتحويل الحسكة ودير الزور لـ«إمارات إرهاب».. و«الجارديان

عناصر داعش - صورة
عناصر داعش - صورة أرشيفية

اتهمت الحكومة التركية سريعًا تنظيم "داعش" الإرهابي بالتفجير الانتحاري الأخير في مدينة إسطنبول الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 10 قتلى و5 جرحى مدعية أن الانتحاري كان سوريا.


وخرج رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"، قائلًا: "وجدنا أن منفذ الهجوم أجنبي وعضو في تنظيم داعش، وتركيا لن تتراجع في النضال ضد التنظيم ولو خطوة واحدة"، مشددًا على معاقبة أنقرة للمهاجمين.

ولكن السنوات القليلة الماضية تشير إلى أن "داعش" هو في الواقع نتيجة لتحالف مجموعة من الدول راعية الإرهاب من بينها تركيا.

بيت "داعش"
بحسب الباحث الأمريكي "توني كارتالوكسي"، فإن تركيا من رعاة «داعش» الأوائل، لافتًا إلى بدايتها تغطية الصراع في سوريا من كل زاوية سواء مواتية أو غير مواتية لسياستها مع أقرب حلفائها بحلف شمال الأطلسي.

ونقل الباحث، في تقريره بمجلة "نيو إيسترن أوت لوك"، اعتراف وكالة الاستخبارات التركية في بيان لها، بشأن الصراع السوري عام 2012: "هناك احتمالية لتأسيس إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة في الحسكة ودير الزور، وهو ما تريده القوى الداعمة للمعارضة من أجل عزل النظام السوري".

ورأى الباحث أن المخابرات استخدمت مصطلحي "سلفية" و"إمارة" عندما قررت تحويل فروع تنظيم "القاعدة" الإرهابية إلى "داعش"، منوهًا إلى أن البيان لفت إلى دعم الغرب، ودول الخليج وتركيا المعارضة، فيما تدعم روسيا والصين وإيران نظام الرئيس السوري "بشار الأسد".

دليل تورط
وأبرز الباحث وضوح دور الولايات المتحدة في تأسيس تنظيم "القاعدة" عام 1980، مؤكدًا أن دور تركيا في تأسيس "داعش" واضحًا أيضًا من خلال سماحها بتوريد مئات الأطنان من الأسلحة الأمريكية للمعارضة عبر أراضيها بمساعدة وكلاء المخابرات الأمريكية على طول الحدود مع سوريا.

وأضاف أن أنقرة أصرت على توسيع الجسر الجوي سريا لتوريد الأسلحة والمعدات الحربية للمعارضة السورية، وفقًا لبيانات الحركة الجوية ومسئولين من عدة دول.

وتظهر البيانات، توسيع الجسر الجوي الذي بدأ على نطاق ضيق في أوائل عام 2012، واستمر بشكل متقطع خلال الخريف الماضي ليسمح بمرور أكثر من 160 طائرة عسكرية بجانب طائرات الشحن القطرية والأردنية والسعودي التي تهبط في مطار إيسينبوجا بالقرب من أنقرة ومطارات تركية أخرى.

سقطة الجارديان
واعترفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في مقال لها يونيو 2015، بأن القوات الكردية تمكنت من السيطرة على مدينة تل أبيض الحدودية لتقطع بذلك خط إمدادات "داعش"، وذلك تأكيدًا على أن الإمدادات مصدرها العضو بحلف شمال الأطلسي "تركيا" وليس أي مكان آخر داخل سوريا.

وفقًا للباحث، فإن تركيا تخرج بعد أي هجوم وتتهم "داعش"، كي تصرف الانتباه عن حقيقة دعمها له، وتؤكد للجميع أنها تحاربه والدليل هجماته ضدها.
الجريدة الرسمية