رئيس التحرير
عصام كامل

مغزى مداخلة السيسي للقاهرة 360 !


بعد مداخلة الرئيس السيسي المفاجئة مساء أمس على برنامج القاهرة 360 الذي يقدمه -طبعا- الإعلامي الكبير الأستاذ أسامة كمال المحترم ويرأس تحريره الصديق والزميل العزيز أيمن عواد يمكن القول أن الرئيس السيسي هو الأكثر تواضعا بين مسئولي الدولة والأكثر متابعة لمصالح الناس والأكثر حرصا عليها وانفعالا بها واشتباكا معها !


المداخلة كانت في برنامج محترم من أجل دعم مجله للأطفال تسعى لنشر الصورة الصحيحة للإسلام ولا يعني الأمر يأسا من الأجيال الحالية التي تعاني من الأفكار المشوشة والمشوهة، والتي اختلط لديها كل حابل بكل نابل.. إنما يعني الأمر رؤية بعيدة للتربية وامتلاك إستراتيجية شاملة طويلة ترتبط بتوفير مناخ مناسب لتجهيز مصر بأبنائها للمستقبل لبقريب منه والبعيد ترتبط بالتعليم والثقافة والفنون !

السيسي تكلم عن توفير الدعم للمجلة لكي تقدم للأطفال مادة جيدة تحمل إليهم الصورة الصحيحة للدين العظيم وسماحته وموقف السيسي يتناغم تماما مع مواقفه السابقة في إعداد أطفال مصر وشبابها للمستقبل حيث إنهم لا يغيبوا عن أي مشهد لأي موقف وطني مع كلام آخر عن حلول لظاهرة أطفال الشوارع، وبما يؤكد الرغبة في بناء جديد في مصر هو الأهم على الإطلاق وهو بناء البشر.. بناء الإنسان.. بعد إهمال سنوات طويلة خرجت أجيال المتحرشين والمتمولين والمشردين وطلاب الغش الجماعي !

كثيرون من العاملين في الصحافة والإعداد التليفزيوني يعرفون المعاناة التي يجدونها من بعض المسئولين للحصول منهم على تصريحات أو معلومات من خلال مداخلات هاتفية حتى لو كانت المداخلات أو التصريحات المطلوبة تخص بشكل مباشر أعمالهم وصميم مسئولياتهم وتقابل أحيان كثيرة باللامبلاة والتعالي خصوصا مع المعدين والمحررين حديثي العهد بالمهنة تصل إلى حد تجريحهم وإهانتهم وإغلاق الهواتف بل ومنح الوعود ومخالفتها بل ويحدث الأمر أيضا أحيانا من بعض رموز المعارضة، وهم لم يزالوا في المعارضة ولا نعرف كيف سيتعاملون مع المحررين والمعدين المبتدئين أن أصبحوا في السلطة.. أما أمس وطبقا للعزيز أيمن عواد فقد فوجئت أسرة البرنامج باتصال الرئيس السيسي يطلب المداخلة لتفاعله مع الموضوع واعتباره-عنده- مناسبة لإثبات نية الدولة ونيته شخصيا مع الأطفال ومستقبلهم وهو اتصال مقدر حتى -حتى - لو كان بترتيب مسبق ومعد له سلفا!

صناعة أجيال جديدة عمل يقلق أيضا أعداء مصر لا يقل عن التنمية والتسليح العسكري الجيد، وهكذا سنظل في مرمى المؤامرات التي لا ولن تتوقف طالما سنسير في الطريق الصحيح!
وهكذا أيضا ينول العمل الإعلامي المحترم ثقة واحترام الجميع، وهكذا يستحق القاهرة 360 وهذا في ذاته رسالة إضافية !

الجريدة الرسمية