بالصور.. أطفال الشوارع بالمنيا «نوم على الكباري والأرزاق على الله»
تحولت كباري وشوارع بمحافظة المنيا، إلى مستقر لعدد من أطفال الشوارع، الذين يتجولون طوال فترة النهار من أجل البحث عن الرزق، سواء عن طريق التسول أو قيام بعض الأطفال ببيع المناديل لقائدي السيارات، وحينما يأتي المساء لا يجدون سوى كوبري أو حائط بأحد الشوارع، لحمايتهم من البرد القارص.
البداية من أشهر كوبري بمدينة المنيا، والذي يعلو منطقة مواقف المراكز التسع بالمحافظة على رغم من حدوث انهيار جزئي بالمادة الخرسانية بالكوبري إلا أنه يعد المستقر الآمن الأول لعدد كبير منهم.
ويقول "محمود"، أشهر طفل يتخذ من الكوبري العلوي مستقرا له: "لا أعلم شيئا في الدنيا عن أهلي فأنا منذ عدة سنوات وكانت هناك سيدة ترعاني وتقوم بإعطائي مناديل وتقولي لي قم ببيعها وعد لي وسوف أعطيك جنيها في آخر اليوم وكنت أفعل هذا ومر عام يلوه الآخر حتى جمعت 400 جنيه وكانت تسمح لي أن أنام مع أطفالها الـ4 في منطقة أبو هلال لكن بعد عامين توفيت السيدة ولم أجد مأوي".
ويضيف، "حاول بعض الصبية أن يعطونني أقراصا مخدرة لكنني امتنعت لمعرفتي بأضرارها من خلال مشاهدتي للتلفاز بأحد القهاوي البلدية"، موضحًا "أنا لم أسرق أي شخص وأسعى أن أجد أهلي الذين لا أعلم عنهم شيئا".
وعلي جانب آخر يقول "على " كنت تلميذا بأحد المدارس لكن معاملة والدي لي كانت تجعلني أقيم في المدرسة بشكل دائم وحينما لاحظ زملائي قررت أن أقيم عند شقيق والدتي لكنه أسرع في إبلاغ والدي إنني أقيم عنده فقام والدي بملاحقتي وضربي فخرجت من المنزل ولم أعد حتى الآن".
ويتابع: " قررت أن استقل إحدى السيارات القادمة إلى مدينة المنيا وأول مكان وصلت اليه كان الكوبري العلوي وحتى الآن لم أعرف غيره أتجول طوال اليوم بالشوارع أطلب لقمة أو أبحث عن عمل وعملت الكثير من الأعمال داخل مخبز كما أنني كنت أمسح السيارات وعملت في إحدى المقاهي لكنني لم أستمر طويلا".
ولا تعد الكباري فقط هي المأوي الوحيد، لهؤلاء الأطفال، هناك شوارع باتت هي المستقر الثاني لهم، منها محيط شوارع منطقة الكورنيش.
ففي البداية يقول "فوقية"، "أنا صبي لكن الجميع يطلق على اسم فوقية لأنني لم يكن لي اسم يستطيع البعض أن يناديني به لذلك اختاروا لي فوقية ولم أعلم شيئا عن أهلي ومن هم وأين يقطنون وحينما كنت ألعب على الكورنيش وجدت كريم وحسن وهما طفلان بدأت ألعب معهما منذ أكثر من 3 أعوام نذهب بالنهار نبحث عن أي عمل في أي مكان حتى جمع قمامة".