رئيس التحرير
عصام كامل

عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي يكشف علاقة «السي آي إيه» مع الإخوان وتنظيم القاعدة.. المخابرات الأمريكية استخدمت يوسف ندا لتمويل الجهاد في أفغانستان.. مصرف التقوى طريقة التعاون والأوفشور كلمة

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين

الجرائم لا يمكن نفيها بمجرد تصريحات هنا وهناك، خاصة لو كانت موثقة، قاعدة لا يعيرها جماعة الإخوان أي قيمة معتمدين على أن آفة هذا الشعب النسيان.


هل لجماعة الإخوان أي علاقة بتنظيم القاعدة، وما هي حقيقة تعاملهم مع المخابرات المركزية الأمريكية، تهم دأب قادة الجماعة على نفيها طوال السنوات الخمس الماضية، إلا أن ما ذكره «جون بريكنز» عالم الاقتصاد الشهير وصاحب كتاب «اعترافات قاتل اقتصادي» الذي تمت ترجمته إلى 30 لغة أجنبية يؤكد غير ذلك، الأمر نفسه أكده «سيفن هيات» صاحب كتاب «لعبة قديمة بعمر الإمبراطورية».

كيف بدأت القصة
تعود البداية إلى عام 1981 حين كان «نورمان بايلي» عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي يراقب الإرهاب العالمي عن طريق تتبع حركة الأموال الأمريكية ليري في نفس العام إشارات مرجعية لبنك Bcci وبدأت يلتقط إشارات علاقة هذا البنك المتعدد الأفرع بنشاط الإرهابيين في نقل الأموال لهم وتمويلهم، بجانب تزويد الإرهابيين العالميين بوثائق رسمية عن بعض الأماكن وكان ذلك في الفترة التي اخذت الولايات المتحدة على عاتقها تمويل الجماعات الإرهابية في افغانستان وعلى رأسهم أسامة بن لادن وجماعته.

الحقائق بدأت تتكشف عند بايلي الذي عرف أن هذا البنك Bcci له علاقات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA وأصبح مصرفًا سريًا لتلك الأموال ومن خلاله يتم تصريف كل شئونها، ووفقًا ليبرنكنز فإن هذا البنك أحد أكبر البنك في العالم التي عملت بنظام «الأوفشور».

الأوفشور
والمقصود بمصارف الأوفشور هي المصارف التي تقع خارج بلد إقامة المودعين ويكون غالبًا في بلدان ذات ضرائب منخفضة أو مؤسسات مالية لا تخضع للرقابة الدولية، وتكون قبلة السياسيين خاصة إنها تحمي أي مودع من عدم الاستقرار السياسي في بلده، واتخذت سمعة سيئة بسبب أن الكثير من المودعين هم من تورطوا في قضايا فساد في بلادهم وبعد تفجيرات سبتمبر 2001 اكتشف أن الكثير من تلك المصارف مولت الجماعات الجهادية ويرجع الكثير الفضل إلى أمريكا التي علمت أسامة بن لادن هذا النظام مما دفعه إلى استخدامه ضدهم بعد ذلك في تفجيرات سبتمبر وذلك من خلال تمويل جماعته من خلال مصارف الأوفشور.

ويعود جون بيركينز ليكشف كيف استخدمت المخابرات الأمريكية جماعة الإخوان فيقول أن ويليام كايسي مدير الوكالة الأمريكية للاستخبارات في ذلك الوقت التقى مغ آغا حسن عبادي الخبير الباكستاني الاقتصادي أكثر من مرة وتم اكتشاف أن السي آي إيه مررت نحو 2 بليون دولار إلى مقاتلي أسامة بن لادن في مواجهتهم للاتحاد السوفييتى من خلال بنك الBcci.

ويتابع أن الأموال كانت تمر من الولايات المتحدة الأمريكية إلى «مصرف التقوى»في مدينة «ناسو» ومنه إلى بربادوس وإلى كراتشي وأخيرًا إلى فرع الBcci في إسلام آباد لتكون تحت تصرف بن لادن.

مصرف التقوى كان رئيسه يوسف مصطفى ندا الذي كان عضوا في جماعة الإخوان هكذا يكشف بيريكنز خيوط التعاون بين الثلاث القاعدة والسي آي إيه والإخوان.

ويوسف ندا هو رجل أعمال محكوم عليه بعشر سنوات سجن غيابيًا منذ عام 2008 وهو المفوض السابق العام للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان ويقيم في كامبيونا الإيطالية الواقعة في سويسرا وقد انتمى للإخوان في 1947.
.

ويستطرد جون بيريكنز أن مصرف التقوى كان عبارة عن هيكل فقط ولم يكن له أي نشاط سوى تمويل الجهاد ضد السوفييت، وقد تعرض يوسف ندا بعد تفجيرات سبتمبر إلى استجواب من الشرطة السويسيرية، وحين التقى جون بيريكنز بيوسف ندا لم ينكر أي شيء وكان رده إنها قصة قديمة تعرفها المخابرات المركزية منذ عام 1996
الجريدة الرسمية