الصادق المهدي: التضييق الأمني في السودان أدى لكوارث اقتصادية.. نظام البشير «فاشل» ومبارك دعمه خوفا من الديمقراطية.. وحصة مصر من المياه غير كافية.. والرئيس الأسبق قالي: اللي يمد يده على النيل
أكد الإمام الصادق المهدي، رئيس الحكومة السودانية الأسبق، أن مصر والسودان تربطهما علاقات تاريخية وأخوة عميقة لا يمكن إنكارها، مشددا على ضرورة تطبيق الديمقراطية في المنطقة العربية والموازنة بين الدول الإسلامية والمدنية.
انفصال السودان
قال «المهدي»، في حواره ببرنامج «الحياة اليوم»، تقديم الإعلامي تامر أمين، المذاع على قناة «الحياة»، إن انفصال الجنوب السوداني جاء بمخاطر كبيرة استدركها السودانيون بعد أن تسبب في كوارث اقتصادية واجتماعية، مؤكدًا أن الفساد إذا استمر بهذا الشكل فسوف يتسبب في كوارث أكثر، مشيرًا إلى أن النخبة الحاكمة تسيطر على الثروات، في ظل معاناة الشعب من الفقر والظلم.
وأوضح أن الحكم الأمني في السوداني تسبب في عجز مالي كبير، إلى جانب نقص الموارد الغذائية والمائية، لافتًا إلى أن المراهنين على دولة جنوب السودان أدركوا مؤخرًا فشل تصورهم.
الدور الغربي والإسرائيلي
وحول الدور الذي تلعبه الدول الغربية وإسرائيل في المنطقة، قال الصادق المهدي إن إسرائيل تعتقد أن أمنها الاستراتيجي يتحقق بتمزيق المنطقة العربية، مضيفًا أن الدول الغربية لديها وعي بأن تفتيت المنطقة سيضرها ويزيد من انتشار الإرهاب والتطرف، لافتًا إلى أن الغرب به تيارات مستنيرة تريد التعامل بمنطق المصالح المشتركة.
وأكد أن تركيا ونظام عمر البشير في السودان تحالفا لتشجيع الإخوان على السيطرة بشكل واضح، وأن التدخلات التركية أثرت على فكر ونهج الجماعة بعد ثورة يناير.
نظام «البشير» فاشل
ولفت إلى أن نظام الرئيس السوداني عمر البشير يتمتع بالفشل الاقتصادي والإخفاقات التي تسببت في الانفصال، موضحًا أنه أخفى هويته الإسلامية في بداية الحكم، وأن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك دعمه لأنه كان يخشى تحقيق الديمقراطية في السودان.
وأوضح أن نظام «البشير» كشف هويته الإخوانية في بداية التسعينيات، بعد أن دعا إلى السودان الحركات الإسلامية المتطلعة للتغيير والترحيب بهم.
وأكد «المهدي» أن الشعب السوداني لم يعد كما كان في السابق صامتًا، وأصبح لديه معارضة قوية تواجه الدولة المتحصنة بالأمن، وقد يخرج على النظام، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن يمكن أن يوفر للرئيس السوداني مخرجًا آمنًا عبر حوار وطني شامل.
الإخوان وعمر البشير
وحول علاقة الإخوان بنظام عمر البشير، قال إن الإخوان والنظام السوداني متوافقان في الرؤية و«ولاد عم»، مؤكدًا أن هناك تنافرًا بين الحكومة السودانية والنظام الحالي في مصر، خصوصًا في السياسات الخارجية والتحالفات.
وأكد أن نظام البشير لم يرحب بثورة 30 يونيو، وكان يقف بجوار الإخوان، وأن أجنحة داخل نظام الحكم في السودان كانت تريد أن تأخذ نفس موقف تركيا من مصر بعد ثورة 30 يونيو، موضحا أن جماعة الإخوان لا تعرف شيئًا عن الديمقراطية، وتعتبرها وسيلة للوصول إلى الحكم والسيطرة.
أزمة سد النهضة
وحول تداعيات أزمة سد النهضة الإثيوبي، قال إن الاتفاقية الإطارية بين مصر ودول حوض النيل بها العديد من الإيجابيات، ولكن تحتاج إلى تطوير، موضحًا أن نهر النيل ملكية مشتركة بين الجميع.
وأضاف أن الرئيس الأسبق حسني مبارك قال له: « اللي يمد يده على النيل هقطعها له»، مشددًا على ضرورة الجلوس والتحدث حول الجوانب الفنية لسد النهضة وضمان الحقوق.
وأوضح رئيس الحكومة السودانية الأسبق أن مصر أكبر مستهلك لمياه النيل، ولم يعد يكفيها 55 مليار متر مكعب، كما كان في الاتفاقيات القديمة، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى أضعاف هذا الرقم.