أزمة نقص الأرز تكشف «خطايا التموين».. القرارات الخاطئة لـ«حنفي» تهدد الاقتصاد.. الوزارة تفشل في إيجاد الحلول بعد إهمال المنتج المحلي.. وتلجأ إلى الاستيراد من الخارج لتغطية العجز
وراء كل أزمة في مصر مسئول غير مناسب للمكان الذي وُضع فيه، يصدر قرارات غير مناسبة، يترتب عليها أزمات وكوارث لا حصر لها، وهذا الأمر ينطبق على إعلان الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية سعيها لشراء كميات غير محددة من الأرز من أي منشأ عالمي وذلك للشحن الفوري، وبسعر يشمل تكاليف الشحن.
قرار «السلع التموينية» من الوهلة الأولى يؤكد أن أزمة نقص مخصصات التموين تحولت من أمر عارض إلى شيء طبيعي، تواجهه الوزارة ويتحمَّل سلبياته المواطنين، وهو أمر أكدته مصادر داخل الهيئة العامة للسلع التموينية، والتي حمَّلت المسئولية كاملة لوزارة التموين نتيجة الأخطاء التي وقعت فيها لعدم وضوح الرؤية لديها حول تحديد احتياجات البلاد من الأرز لصالح البطاقات، والسماح للتجار بتصدير الأرز دون توفير كميات للسوق المحلية تغطي الاحتياجات الضرورية والتي تأتي البطاقات التموينية في مقدمتها.
خطايا وزارة التموين
المصادر ذاتها أكدت أن خطايا وزارة التموين لم تتوقف عند هذا الحد، لكنها أيضًا تجاهلت توفير الاعتمادات المالية لشراء الأرز الشعير في أثناء وقت الحصاد عندما كان يصل سعر الطن إلى 2050 جنيهًا وأحيانًا أقل.
وبررت المصادر إعلان السلع التموينية عن صفقة استيراد الأرز بأن التموين تحاول التخلص من عبء شراء المنتج المحلي الذي ارتفع سعره خلال الآونة الأخيرة؛ حيث وصل سعر الطن الواحد إلى ما يقارب 3600 جنيه، في الوقت الذي يتراوح فيه سعر طن الأرز المستورد من الهند أو باكستان ما بين 300 إلى 320 دولارًا للطن كونه أقل جودة قياسًا بالمحصول المصري.
تهريب المحصول المصري
من جانبه حمل الدكتور نادر نور الدين، مستشار الهيئة العامة للسلع التموينية، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة؛ وزارة التموين مسئولية أخطاء استيراد الأرز، مشيرًا إلى أن ما أعلنه الدكتور خالد حنفى وزير التموين في وقت سابق عن وجود فائض يصل إلى 1.5 مليون طن من الأرز الأبيض يؤكد أن المحصول المصري تم تهريبه خارج البلاد.
نصيب المواطن
وأضاف "نور الدين" أنه في عام 2012 اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية ما يقرب من نصف مليون طن من الأرز الشعير لمضارب الشركات التابعة للشركة القابضة للسلع الغذائية، بما حد من المشكلة في توفير مقررات البطاقات، لافتًا إلى أن الإنتاج المصري من الأرز يصل إلى 4.5 ملايين طن من الأرز الشعير يتم تحويلها عند ضربها إلى 3.5 ملايين طن من الأرز الأبيض، ومع ذلك فإن متوسط نصيب الفرد في مصر يصل إلى 48 كيلوجرامًا، في حين يصل المتوسط العالمي إلى 65 كيلوجرامًا، بما يعنى أن هناك 18 كيلوجرامًا انخفاضًا في نصيب المواطن.