«الضوضاء» في البحر المتوسط تؤثر في الأسماك
الأسماك والحيتان والدلفينات في البحر المتوسط تسبح في الماء وسط جحيم من الضجيج، وهذا الاستنتاج توصل إليه علماء من إيطاليا وسويسرا وفرنسا والولايات المتحدة، أصدروا لأول مرة خارطة لمصادر الضوضاء في البحر الأبيض المتوسط.
البحث المكثف في السنوات الأخيرة عن الذهب الأسود في مياه البحر المتوسط يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة إلى الثروة السمكية في البحر، كما قالت سيلفيا فري المشاركة في الدراسة التي توصلت إلى هذه النتيجة.
وقالت "فري" إن الأسماك تشعر بتلك الأصوات المرتفعة التي تصدر أيضًا عن نحو 1500 سفينة تجارية تجوب البحر المتوسط.
والتقرير الذي صدر بتكليف من اتفاقية حماية الحيتان والدلفينات في البحر المتوسط والبحر الأسود رصد منابع الضوضاء في الفترة بين 2005 و2015.
وقالت الباحثة سيلفيا فري إن الضجيج يمثل عامل توتر كما هو الحال عند الإنسان، موضحة أن الأسماك بمقدورها التراجع إلى مناطق أكثر هدوءًا، لكنه من الصعب العثور على محيط بيولوجي سليم، والكثير من المناطق في البحر المتوسط لا توفر ظروف عيش مثالية.
ويعتبر الخبراء اعتماد «خارطة ضجيج» أمر مفيد للوقوف على التأثير المحتمل في الحيوانات، علمًا أن الحيتان والدلفينات تعتمد على حاسة السمع في توجيه مساراتها، ومن ثم يمكن الافتراض أن نفوق عدد من الحيتان في البحر المتوسط يعود للإصابة في حاسة السمع لدى تلك الحيوانات.
وصنف التقرير مضيق جبل طارق والمنطقة الواقعة بين إسبانيا وجزر الباليار بالمناطق الأكثر ضجيجًا، وقد اعترفت وزارة البيئة الإسبانية بهذا الخطر، وتعتزم إعلان تلك المنطقة «محمية طبيعية للحيتان والدلفينات»، وهذا يتطلب إدارة حازمة للأنشطة المسببة للضجيج.
وأشار العلماء إلى أن خارطة الضجيج الحديثة ما تزال بها بعض الثغرات، غير أن التقرير يعكس كشفًا أوليًّا عن حجم الضجيج في البحر المتوسط.
م.أ.م/ع.م.ج (د ب أ)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل