تساؤلات مشروعة حول حادث العريش الإرهابي !
بطولة وشجاعة نادرة، ما يقوم به الجيش والشرطة في سيناء، وتحديدا المناطق الملتهبة، لكن ومن أجل هذه التضحيات الكبيرة، علينا أن نتوقف عند حادث الأمس.. فحسب شهود العيان، فإن ما يقرب من خمسة عشر إرهابيا هم من قاموا بالهجوم على الكمين المتحرك بالعريش، والذي أدى إلى شهداء وجرحى.. هنا نتوقف لنسأل أسئلة مشروعة، ومنها: كيف يتجمع عدد كبير هكذا من الإرهابيين لتنفيذ عملية إرهابية؟ أي كيف يتجمعون في ظل حظر تجوال وأكمنة ثابتة ومتحركة أخرى غير الكمين الذي استهدف؟ وإذا كانوا من سكان مدينة العريش ذاتها فكيف اجتمعوا وكيف رتبوا وكيف التقوا للتنفيذ؟.
والسؤال في المقابل: لماذا أربعة عشر ضابطا وشرطيا في كمين واحد؟ ولماذا لا تغطي الأكمنة بعضها ويحمي كل كمين ظهر الآخر؟، وفي السابق قلنا إن الأكمنة الثابتة هي أهداف ثابتة، باعتبارها محددة التواجد، واليوم تبدو الأكمنة المتحركة أيضا كأهداف دائمة، حيث إن ما يجري في سيناء حرب شاملة، وبالتالي فمن الطبيعي استخدام كل أدوات الحرب الشاملة، ومنها توسيع دائرة التأمين والحذر الدائم وتوسيع دوائر الاشتباه، وفي أجواء حرب العصابات التي تعيشها مدن الشيخ زويد والعريش ورفح، فالحل في أكمنة دائرية تحمي ظهر بعضها وشوارع مغلقة ومتاريس وحصار شامل ودائم بالليل والنهار، لا يسمح بهروب المجرمين بعد جرائمهم أو حتى منع تسللهم أصلا للقيام بأي أعمال، كما أن قيام الإرهابيين بالتخلص من أعين رجال الأمن يضعف قدرة الأمن على الوصول للمعلومات والمدهش أنه حتى اللحظة لم تتم تغطية شوارع المدن الثلاثه بكاميرات مراقبة!
عندما نقول بعض الملاحظات على الأداء الأمني، فالدافع هو الرغبة في استعجال إعلان الانتصار على الإرهاب، أو على الأقل وقف أي نزيف في دماء الأبطال، ممن يقومون بواجبهم هناك، وكثيرة هي الملاحظات التي تبقى بلا إجابات وإلا فإننا نكرر سؤالا واحدا منها، وأجيبونا: أين هي كاميرات المراقبة في شوارع الشيخ زويد ورفح والعريش؟ على الأقل في مداخلها ومخارجها وشوارعها الرئيسية؟! وأي كلام عن ضعف المخصصات هو كلام مستنكر ولا يصح الاستناد إليه، فالدماء الزكية الطاهرة أغلى من أي شيء وأولى من أي بند في أي ميزانية لأي حكومة في مصر!