رئيس التحرير
عصام كامل

إعلاميون ومستوردون!


لا يوجد قرار اقتصادي في العالم كله يرضي الجميع.. دائما هناك رافضون للقرارات الاقتصادية مثلما لها مؤيدون.. ودائما كل قرار اقتصادي يفيد البعض، ويضر أو على الأقل لا يفيد البعض الآخر.

وهذا ما حدث بالنسبة لقرارات ترشيد بعض الواردات من الخارج.. فإن الذين يعملون في استيراد وتجارة هذه الواردات، أغضبتهم هذه القرارات.. فهم كانوا يحققون أرباحا وراء استيرادها وتجارتها، وتخفيض وارداتها سوف يخفض من أرباحهم هذه، لكن الغريب هو مسلك الإعلام في تناول هذه القرارات الاقتصادية.

لقد ظل الإعلام لفترة طويلة ينتقد فتح باب الاستيراد من الخارج على مصراعيه، وينتقد تحمل ميزاننا التجاري وميزان المدفوعات في بلدنا عبء استيراد سلع ليست ضرورية أو لا تمثل أولوية لفئات واسعة، وتستنزف مواردنا من النقد الأجنبي التي صارت محدودة، في ظل التراجع الذي تشهده حركة السياحة الأجنبية، وأيضا في ظل معوقات سياسية واقتصادية وإدارية، مازالت تحد من تدفق الاستثمارت الأجنبية علينا.

ولكن بعد أن صدرت قرارات تنظيم الاستيراد لبعض السلع سواء من الحكومة أو البنك المركزي، «لحس» الإعلام كل ذلك وانخرط ينتقد ما كان يطالب به من قبل.. فهل بذلك يخدم الإعلام الرأي العام ويؤدي واجبه فعلا؟!
الجريدة الرسمية