رئيس التحرير
عصام كامل

صداقة "عبد الغفور- برهامى" فى مرمى أزمات " النور" .. جمعتهم الدعوة وأبعدتهم السياسة.. رفيق الدراسة يترك الحزب ويسعى لتكوين كيان بديل

عماد عبدالغفور وياسر
عماد عبدالغفور وياسر برهامي

أنهى الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور السابق علاقته بالحزب اليوم بعدما تقدم باستقالته، مؤكدا عزمه إنشاء حزب جديد، منهيا بذلك خلافات استمرت على مدى الثلاثة أشهر الماضية، لكن على ما يبدو أنه ليس انتهاء للعلاقة بين الحزب وعبد الغفور، ولكن بين الصديقين عماد عبد الغفور وصاحب فكرة إنشاء حزب سياسى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامى.

استقبلت الحياة السياسية فى مصر بعد ثورة يناير تيارا اعتبر جديدا على الحياة السياسية، حيث كان يرفض العمل بالسياسة ويحرم الخروج على الحاكم، ورفض بعض أبنائه الثورة فى البداية، لكن على ما يبدو أن الثورة فتحت شهية التيار الإسلامى للدخول فى الحياة السياسية، فقررت الدعوة السلفية فى الإسكندرية تحديدا الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية إنشاء حزب جديد تحت مسمى "حزب النور"، وضم أهم قيادات الدعوة وأبنائها من المعروفين "كان على رأسهم الدكتور عماد عبد الغفور صديق الدكتور ياسر برهامى، ورفيق درب الدراسة فى الطب وفى الدعوة، وكان الاختيار المناسب لبرهامى، واختار معه الدكتور يسرى حماد كمتحدث رسمى وعدد آخر من أبناء الدعوة السلفية.
وبالفعل ظهر الحزب الوليد بقوة ونافس فى انتخابات مجلس شعب الثورة 2011، وحقق ما يقرب من27 % من مقاعد مجلس الشعب، وظهر أعضاؤه بمستوى ساسي جيد، ولعبوا دورا قويا فى الحياة السياسية فى الفترة القليلة التى ظهروا فيها.
لكن الخلافات بين أبناء الحزب وصلت بالنور "السلفى" إلى مرحلة حرجة عقب سلسلة القرارات التى اتخذتها الهيئة العليا بحزب النور فى شهر أكتوبر الماضى، وشملت إقالة الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور، من منصبه، وتعيين السيد مصطفى خليفة رئيسًا جديدًا لحزب النور لحين انعقاد الجمعية العمومية للحزب، وهو ما رد عليه الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور، بسلسلة من القرارات، هى فصل عدد من قيادات الهيئة العليا، وهم الدكتور أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعب السابق، ويونس مخيون، والمهندس جلال مرة، واستبعاد نادر بكار من موقعه كمتحدث رسمى باسم الحزب.
وظهرت للمرة الأولى "هيئتان عليتان" أصدرت كل منهما قرارات متناقضة، الأولى بقيادة الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور، والثانية بقيادة أشرف ثابت وآخرين، لكن الأزمة فجر فيها عبد الغفور بعض كواليس صديقه برهامى، بعدما أعلن أن برهامى ورجله الدكتور أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق، ذهبا للفريق أحمد شفيق فى خيانة للثورة والتيار الإسلامى أثناء انتخابات الرئاسة.
وعجزت الدعوة السلفية ولجنة الشيوخ بالحزب فى حل المشاكل حتى الآن، حيث لم يفصل مجلس شيوخ الحزب فى الشكاوى الخاصة بالانتخابات الداخلية لحزب النور، والتى يصل عددها إلى حوالى 1500 شكوى.
وأكدت مصادر داخل الحزب أن السبب الحقيقى وراء كل ذلك سياسي، بسبب محاباة برهامى لبعض رجاله داخل الحزب، واختيارهم للمناصب الهامة، وسيطرة برهامى على كل شىء فى الحزب، ورغبته فى السيطرة على الحزب، وأن يتحول إلى مرشد ليحاكى نموذج الإخوان المسلمين ينفذ كلامه دون العودة إلى أحد أو أخذ رأى أحد، وهو ما رفضه أعضاء الحزب، وجبهات الإصلاح الداخلية فى الحزب، كان منها اعتراضهم على طريقة ترشيح مستشارى الرئيس، وتعيينات حكومة هشام قنديل، والتى لم يأخذ النور منها أى مقعد، ومن قبلها طريقة اختيار مناصب مجلس الشعب، واقتصارها فقط على رجاله، وبعض ممن رشح مستشارًا للرئيس "عاطل" ولا يعمل، ودفع به برهامى فى المنصب لأنه رجله الوفى، ومنهم من عين وكيلًا لمجلس الشعب السابق.
الجريدة الرسمية