تغيرات المناخ لها تأثير قوي ومباشر على الحالة المزاجية للإنسان
نسيم بارد وقطرات من المطر قد تبعث في النفس الرغبة في الدفء والود والحب، فتنخفض درجات الحرارة في الشتاء، بينما ترتفع درجة حرارة القلب أيضا، فتزداد العلاقات الإنسانية حميمية وتكون أكثر دفئًا، بل تتأجج مشاعر الحب في القلوب، وتزداد النفوس هدوءًا على الرغم من ثورة الطقس وبرودته، ويبقى السؤال المطروح هل لتقلبات المناخ في فصل الشتاء تأثير على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان؟
تقول الدكتورة رشا الشهيد، خبير التنمية الذاتية والاستشارات النفسية: إن الدراسات العلمية الحديثة قد أثبتت أن بالفعل تغيرات المناخ لها تأثير قوي ومباشر على الحالة المزاجية للإنسان وعلى تصرفاته، فالحرارة المرتفعة تجعل الشخص أكثر عصبية، وقد يقوم بارتكاب الجرائم، أو التصرفات العنيفة في هذه الأوقات وخاصة إذا كان مفتقدا للوازع الأخلاقي والسلوك القويم.
وأضافت"رشا": إن في فصول الشتاء والخريف وفترة مابين الفصول قد يصاب بعض الأشخاص ذوي المزاج الحساس بالاكتئاب والرغبة في الانعزال عن الآخرين أو الرغبة غير المبررة للبكاء، وهذا بسبب ما يسببه طول الليل وقصر النهار في فصل الشتاء من شعور بالغموض أو الوحدة وعدم النشاط والذي لا يفضله بعض الأشخاص ذوي الطبيعة الخاصة.
وأكملت"رشا": نرى أيضا المزاج المشتت والمشوش عند البعض في فترة العواصف والرياح؛ حيث إن شخصيتهم تميل إلى الصفاء والتركيز والنظام وهذا مايشعرون بعكسه في فترة إثارة الأتربة والعواصف، ما يؤدي بهم إلى الشعور بعدم التركيز وتشويش الأفكار، ما يؤدي إلى عصبيتهم وردود أفعالهم الغاضبة المفاجئة.
وأشارت"رشا": إن تقلبات المناخ تؤثر بالتأكيد مباشرة على علاقة الفرد بشريك حياته أو أصدقائه، فيعتقد مثلا الزوج أن زوجته غير مهتمة به أو لديها حالة من الفتور تجاهه أو العصبية ورد الفعل الصادم في موقف لايستدعى منها ذلك ولا يتفهم الزوج أن السبب الأساسي هو تغير في حالتها النفسية وتغير في هرموناتها التي تتحكم في هذه النفسية أو تجد الزوجة أن زوجها أصابته نوبة من الاكتئاب ورغبة في الانعزال وعدم الحديث معها، أونسيان بعض الأمور التي من المفترض القيام بها، وتظن حينها أنه منشغل عنها أو لم يعد مهتما بها، والحقيقة أنه ذو طبيعة حساسة تتأثر مع الرياح أو درجة الحرارة المنخفضة.