شي جين بينج.. أهلا بك في القاهرة الصينية!!
لن يشعر السيد شي جين بينج، الرئيس الصيني، بالغربة أثناء زيارته للقاهرة، سيرى الرئيس الصيني أن عدد السيارات الصينية في شوارع القاهرة أكثر من عدد السيارات الصينية في "بكين"، وربما يرى أثناء رحلته السياحية لبعض المعالم أن البازارات المصرية تعرض منتجاتها من تماثيل الفراعنة، وقد أبدعتها الأيدي الصينية، أشياء كثيرة سيراها رئيس الصين ولربما يشعر أنه في القاهرة الصينية!!
مقدمة اقتصادية تلك التي كتبتها توضح مدى الوجود الاقتصادي الصيني في قاهرة المعز، مقدمة لا تطرح الكثير من القواسم المشتركة بين بلدين لهما من التاريخ والإسهام الحضاري ما يجعلهما جزءا لا يتجزأ من استقرار العالم.. في حي "ليتشا باي" الأكثر أهمية وثراء بمدينة "جوانزو" وبالتحديد في واحدة من أكبر الحدائق العامة قادتنا الصدفة للمشاركة في حفل زفاف جماعي.. شباب وشابات في عمر الزهور يبدءون حياتهم.
كان مدهشا أن يكون الخجل هو العنوان الأعرض على وجوه "العرسان والعرايس".. والأكثر دهشة أن يختفى وجه العروس خلف قطعة قماش حمراء بلون الفستان وبين الحين والحين يرفع العريس "برقع عروسه" من على وجهها فتبدو حمرة خجلها هي الأكثر تعبيرا عن حب يختلج ما بين الجوانح.. هذه الصورة المصرية الصينية لون من ألوان القواسم المشتركة في التعاطى الحضارى الذي تبوح به الصور التقليدية لزفاف تراثي لا يزال يحتفظ بنفس السمات هنا وهناك.
لم يكن هذا المشهد بعيدا عن ملامح وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية أو ما يمكن أن نسميه مدونة سلوك حضاري بين الطرفين والتي أشارت إلى الأدوار التاريخية المشتركة بين العرب والصينيين بدءا من التاريخ النضالى للمنطقتين ضد الأشكال الاستعمارية القديمة والجديدة حتى الوصول إلى إنشاء منتدى التعاون الصيني العربى عام ٢٠٠٤ م، ومع تطور المنتدى بدأ التعاون الإستراتيجي بين العرب والصينيين على أساس التعاون الشامل والتنمية المشتركة عام ٢٠١٠ م.
وتناولت الوثيقة بإيجاز تاريخ ٦٠ عاما من التعاون العربى الصيني وصولا إلى ضرورة إحياء فكرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وتشكيل معادلة التعاون"1+2+3 "المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة محورا رئيسيا ومحوري البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين وثلاثة مجالات ذات تقنية متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الصناعية والطاقات الجديدة.
ووثيقة سياسة الصين تجاه المنطقة العربية واحدة من القيم المشتركة التي تقوم فيها مصر بدور فعال ليس لموقعها الجغرافى فقط، وإنما لما لديها من طاقات يمكن أن تكون صاحبة الإسهام الأكبر حضاريا واقتصاديا وسياسيا.. وهو الملف الذي أتصور أنه سيحظى بنقاش كبير بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وهو سابع رئيس في جمهورية مصر العربية، مع الرئيس سي جين بينج سابع رئيس في جمهورية الصين الشعبية.
