رئيس التحرير
عصام كامل

أنا العربي أخجل من نفسي


تربيت في منزل يعرف قيمة الترابط ومعنى الرجولة والحشمة والشهامة والغيرة.. منزلى كان البيت العربى ورئيسه كان والدي الصارم الحنون، كان يصدر قرارات ينفذها كان يشاورنا وكنت أنا صاحب القدر الأكبر عند والدى من الإنصات حتى يصدر قراره الذي من المؤكد يكون صائبًا حتى مر قطار العمر ليرى وجه ربه الكريم تاركًا خلفه كوادر كثيرة تستطيع أن تحافظ على البيت العربى الصغير..


ونأتى للبيت العربى الكبير داخل جامعة الدول العربية التي أسست من أجل الدفاع عن الأمة العربية وكانت بمثابة أمل لكل العرب وخاصة الشباب.. مرت أزمة عقب الأخرى في جميع الدول العربية وكل مرة نقول ستتخذ قرارًا حتى خرج عليان أمينها العام ليعلن: لا نملك سوى إصدار بيانات الإدانة والشجب.

وحان وقت التساؤل.. لماذا أنشئت الجامعة العربية؟ ما الهدف منها طالما لا نملك سوى الإدانة والشجب؟ وفروا أموالكم أيها العرب ومجالسكم وميزانيتكم الضخمة وأصدرو بيانات الإدانة والشجب عبر الإيميلات للمواقع والقنوات الإخبارية.. أنتم لستم بحاجة لمبنى ضخم في قلب القاهرة إذا عرض للبيع يسهم بشكل كبير في حل مجاعة دول أطفالها يموتون من برد الشتاء ومن النوم دون عشاء التكنولوجيا تقدمت يا سادة إن كان البيان الهدف اتركوا الجامعة لإقامة مشروع أفضل من مشروعكم واكتفوا بالفاكس وجهاز كمبيوتر للشو الإعلامي.

أنا العربى أخجل لما يحدث في فلسطين وأن تخلع أختى العربية ملابسها ليفتشها صهيونى خسيس وأخجل لما يحدث في سوريا ويقتل إخوتى الأطفال والشيوخ بنيران عربية وكذلك الحال في اليمن بحجة الحفاظ على الشرعية.. فضلًا عما يحدث في ليبيا بسبب تقاعسكم وتخليكم عنها لصالح العبث الدولى.. أنا العربى أخجل من الكيانات الموازية التي تؤسسها دولة عربية كبيرة نكاية في البيت العربى.. أنا العربى أخجل من الإعلان عن تأسيس قوة إسلامية لم يعلم أعضاؤها أنهم مشتركون فيها.. أنا العربى أخجل من نفسى أمام عالم يرى طفلا غريقا على شاطئ مياه بعد هجرته بسبب وضع بلاده ولم يتحرك عربى واحد.. أنا العربى الذي أخجل من الجلسات الفارهة لمناقشة حقوق شعوب ضائعة.

أخاف حقًا أن يتحول خجلى من عروبتى إلى نيران تحرقكم أيها الحكام العرب ولا يستطيع أحد إخمادها.. خافوا أيها الحكام العرب من تقاعسكم أن يأتى من يهدم عليكم البيت الكبير وتندثر العروبة والوحدة تحت الركام وتملأ بلادكم الفوضى ويسير فيها الصهيونى والأمريكى الجبان.

أيها البيت الكبير لم أر في حياتى بيتًا كبيرًا سوى بيتى ولم أر رأي حكيم يسير على الكبير والصغير سوى في بيتى ولم أر وحدة وأخوة دون أحقاد سوى بين إخوتى... فمتى يصبح البيت الكبير كبيتى؟
الجريدة الرسمية