سرطان الرحم أعراضه صامتة وخطورته داهمة
يقدر عدد حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بـ 1,4 مليون حول العالم ويعتبر ثانى أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء بعد سرطان الثدى. إلا أن عدم ظهور أعراض واضحة له فى بداياته يجعله أخطر نظراً لصعوبة اكتشافه فى مرحلة مبكرة للجوء إلى المساعدة الطبية.
وسرطان عنق الرحم هو واحد من أنواع السرطان الـ 200 المختلفة ويصيب عنق الرحم الذى يصل الجزء الأعلى من الرحم بالمهبل وينتج سرطان عنق الرحم عن بعض أنواع فيروس الورم الحليمى البشرى HPV وهو فيروس شائع يصيب حوالى 50 فى المئة من الناس فى إحدى مراحل حياتهم.
علماً بأن نوعي16 و 18 من فيروس الورم الحليمى البشرى وراء ما يزيد على ثلثى حالات سرطان عنق الرحم، وهما النوعان الأخطر.
ويعتبر سرطان عنق الرحم ثانى أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء والسبب الثانى الرئيسى لوفاة النساء بالسرطان
فى العالم. علماً بأن نسبة 80 فى المئة من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم تظهر فى البلدان النامية.
وتجدر الإشارة إلى أن 500 ألف امرأة يصَبن سنوياً بالمرض وتموت 300 ألف امرأة منهن.
لكن مع تقدم الأبحاث العلمية توصل الطب إلى معرفة المسبب الأساسى لسرطان عنق الرحم المرتبط بالورم الحليمى البشرى والذى ينتقل عبر العلاقة الجنسية، ونظراً لخطورة هذا السرطان وانتشاره الواسع وأهميته.
يصيب سرطان عنق الرحم غالباً النساء فى مرحلة الأربعينات والخمسينات. أما الخطر الأساسى لزيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم فيكمن فى أنه نادراً ما تخضع النساء فى المجتمعات المهمّشة للفحوص التى ينصح بإجرائها. كذلك بالنسبة إلى الأمهات المنهمكات بتربية أطفالهن، مما يساهم في إهمالهن إجراء الفحوص اللازمة لكشف الإصابة بسرطان عنق الرحم.
هناك اختبار سهل يعرف باختبار "باب" يجرى فى عيادة الطبيب أو فى المستشفى لكشف خلايا عنق الرحم السرطانية. وقد انخفضت نسبة الوفيات الناتجة من الإصابة بسرطان عنق الرحم بشكل مهم نتيجة انتشار هذا الاختبار منذ الخمسينات كونه يساعد على كشف التغيرات فى خلايا عنق الرحم قبل أن تتطور وتتحوّل إلى سرطان.
لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا الاختبار كغيره لا يعتبر مضموناً بنسبة 100 فى المئة ولا يكشف فى بعض الأحيان
الاختلالات الموجودة فى خلايا عنق الرحم، إلا أن الفحوص الدورية تساعد فى تخطى مشكلة نتائج الفحوص غير الصحيحة.
وتكمن المشكلة فى أنه لا تظهر أعراض كالألم أو غيره من تغيرات ما قبل السرطان. لذلك من الضرورى إجراء فحوص"باب" الدورية لكشف اختلالات التنسج العنقى، وهى اختلالات الخلايا التى تتطور وتتحوّل إلى سرطان فى عنق الرحم. لكن مع تطوّر المرض قد تلاحظ المرأة المصابة بسرطان عنق الرحم أعراضاً معينة، منها:
- نزف مهبلى غير طبيعى، كالنزف ما بين الدورات الشهرية المنتظمة والنزف بعد العلاقة الزوجية والدورات الشهرية التى تطول مدتها وتكون أكثر غزارة من العادة والنزف بعد مرحلة انقطاع الطمث.
- إفراز مهبلى كثيف.
- ألم فى الحوض.
- ألم خلال العلاقة الزوجية.
تتعدد طرق علاج مشكلات عنق الرحم السرطانية وما قبل السرطانية. ويحدد العلاج المناسب عادةً بالتعاون بين المرأة وطبيبها بحسب المرحلة التى بلغها المرض.
مرحلة ما قبل الانتشار عندما يصيب السرطان الطبقة الخارجية لبطانة الرحم فقط وقد يشمل العلاج فى هذه الحالة:
الجراحة بالليزر حيث تستخدم أشعة الليزر لتدمير
الخلايا غير الطبيعية
الجراحة بالتبريد لتدمير الآفات السرطانية وما قبل السرطانية بتجميدها.
مرحلة الانتشار عندما يتغلغل السرطان فى عنق الرحم وحتى فى الأنسجة والأعضاء الأخرى، وقد يشمل العلاج:
1..العلاج الإشعاعى الذى يستخدم أشعة ذات طاقة عالية لتقليص حجم الأورام بتدمير قدرة الخلايا السرطانية على التكاثر.
2..العلاج الكيميائى باستخدام عقاقير مضادة للسرطان تنتقل فى كل مواضع الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية بما فيها تلك التى انتشرت وبلغت الأعضاء البعيدة عن عنق الرحم.
3..استئصال الرحم باللجوء إلى استئصال الرحم البسيط الذى يقضى باستئصال السرطان وعنق الرحم والرحم أو إلى استئصال الرحم الكلى الذى يشمل استئصال عنق الرحم والرحم وجزء من المهبل والغدد اللمفاوية فى الموضع نفسه.
وتختلف الطريقة المعتمدة لاستئصال الرحم بحسب مدى انتشار السرطان.
ويمكن أيضا أن تتجنب المرأة الإصابة بسرطان عنق الرحم
بالخضوع بانتظام لفحوص"باب" السنوى المعروف بفحص الزجاجة واستشارة الطبيب بشكل دورى.
وعلى الرغم من كثرة العلاجات المتوافرة لا يمكن إطالة سن المريضة لخمس سنوات إلا فى 70 فى المئة من الحالات "لا أعراض
مسبقة لسرطان عنق الرحم ".