رئيس التحرير
عصام كامل

ذبح هشام جنينة! «٦»


الآن نصل إلى مرحلة وضع النقاط على الحروف:-

النقطة الأساسية هنا تتمثل في أن لدينا في مجتمعنا فسادا لا يمكن إغفاله بالطبع.. وهذا الفساد ليس يسيرا؛ وذلك لأن الفساد صار خلال السنوات التي خلت منهج حياة؛ لإصرار بعض الفاسدين الكبار على تعميم الفساد، أي إغراقنا جميعا في قدر من الفساد؛ حتى لا نستهجن الفساد الكبير والصارخ، ويظل الفاسدون الكبار يمارسون دون مواجهة ومقاومة أو حتى دون نقد في ممارسة فسادهم.


لكن أيضا صار لدينا الآن إرادة سياسية؛ للتخلص من هذا الفساد ومواجهته ومقاومته.. أي أضحى لدينا حكم، من يرأسه لا يقبل أن يكون الفساد منهجا للحياة، بل يرى السكوت عن الفساد هو نوع من الفساد أيضا.. وهذا أمر لا يمكن إغفاله، بل يتعين أن تستثمره وتستفيد منه كل المؤسسات الرقابية في بلادنا، ومن بينها جهاز المحاسبات ذاته.

وبخصوص هذا الجهاز تحديدا، فإن أمر رئاسته - عموما وليست رئاسته الحالية - يتعين أن تؤول إلى من يفهم في ثلاثة أمور معا.. المحاسبة.. وتقييم الأداء.. وإدارة الأعمال.

المحاسبة؛ حتى لا يضلله أحد في أرقام غير صحيحة.. وتقييم الأداء؛ لأن دور جهاز المحاسبات لا يقتصر فقط على كشف المخالفات المالية، وإنما تقييم السياسات وتنفيذ الخطط والبرامج أيضا.

وإدارة الأعمال خاصة الاقتصادية؛ حتى تُفهم بعض القرارات الاقتصادية التي تتخذها إدارات المؤسسات والشركات العامة والحكومية.. ولذلك فإن تولي رئاسة الجهاز حتى رجل قضاء أو ضابط شرطة سابق ليس مناسبا، ولا يحقق هدف تفعيل هذا الجهاز.
الجريدة الرسمية