رئيس التحرير
عصام كامل

السفارة الفلسطينية تحيي الذكرى الـ51 لانطلاق الثورة.. الشوبكي: لن نصبر على الاحتلال الإسرائيلي.. الأزهر: شعب يقاتل للحق.. الجامعة العربية: نؤيد المقاومة والصمود.. وهيثم خلايلة يغني «الدبكات الترا

فيتو

أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية الــ51، اليوم السبت، بحضور سفير دولة فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر بسيسو، والأخ سعيد أبو على ممثلا عن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والسفير أسامة المجدوب ممثلا عن وزير الخارجية المصري، والسفير عبد الرحمن موسى ممثلا عن شيخ الأزهر الشريف ولفيف من أصحاب المعالى والدبلوماسيين ومئات من أبناء الجالية.


افتتح الحفل – والذي قدمه المذيع الفلسطيني المشهور حسن أبو الرب- بكلمة السفير جمال الشوبكي والذي رحب فيها بضيوفه، مثنيا فيها على مؤسسة الأزهر الشريف التي استضافت الحفل، وجمهورية مصر العربية قيادة وشعبا التي تحتضن الشعب الفلسطيني منذ قدم التاريخ، مؤكدا أن هذا الحفل يحيي لحظات تاريخية بعينها لا يمكن محوها من الذاكرة قائلا: "نحن هنا اليوم لنستحضر بكل الفخر واحدة من هذه اللحظات الفارقة في حياة شعبنا الفلسطينى وذاكرته الوطنية.. انها لحظة انطلاقة حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح، التي أعلنت عن ثورة شعب أرادت به قوى البغي الاستعمارية وحلفاؤها التغييب والاستئصال من خرائط العمران الإنسانى القويم.. هذه الانطلاقة الثورية بعملياتها الفدائية الأولى ورصاصاتها الأولى".

وأوضح الشوبكي قائلا: "عندما نسترجع البيئات والمعطيات المحيطة بالقضية الفلسطينية قبل أكثر من نصف قرن، ندرك كم كانت إطلالة فتح انعطافة كبرى مخالفة، وربما كانت معاكسة تماما، لحسابات كل المنغمسين في هذه القضية.. وهذا يجعلنا نتساءل عن حجم الطاقة الوطنية الوثابة والابداع الثورى ؛ الذي مكن القادة المؤسسين من انتشال أنفسهم وأبناء شعبهم من حالة الانكسار والإحباط وآلام اللجوء والتشتت وفقدان البوصلة، وأحاديث التوطين ومحاولات شطب الهوية الوطنية.. وكذا من أجواء التنازع الاقليمى العربى بين ما سمى بمعسكرى التقدميين والرجعيين كيف انتشل جيل رواد الفتح أنفسهم من هذه الأجواء المقبضة وطنيا وإقليميا ودوليا لينهضوا بشعبهم وقضيته إلى آفاق عالية، بلغت اليوم حد الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال وارتفاع علمها خفاقا على سارية الأمم المتحدة، وسط احتفاء وقبول سياسي وقانونى من كل دول المعمورة، إلا قليلا جدا من القوى التي عميت بصائرتها عن رؤية هذا المشهد الخارق للاستماع والإبصار، ومازالت ترفض التعامل معه بعقلانية وعدالة".

واختتم السفير  الشوبكي بقوله:" كلمتنا في هذا اليوم أننا لن نصبر على بقاء دولتنا دون سائر الدول تحت الاحتلال.. ولن نصبر على بقاء شعبنا رهن القهر والإرهاب الاسرائيلى والحرق والقتل بدم بارد. لن نصبر على بقاء أسرانا البواسل في معتقلات إسرائيل. ولن نصبر على أداء ما علينا من التزامات دون أن تفى إسرائيل بما لنا عليها من حقوق. ولن نستبعد وسيلة نضالية مشروعة تقربنا من يوم الخلاص والتحرير. ثورتنا مستمرة ما استمر البغى الصهيونى الاسرائيلى.. لن ندخر جهدا في سبيل تحقيق وحدتنا الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. سنطارد إسرائيل ونجرمها في المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية. سنسعى إلى استصدار قرار يضع حدا زمنيا صارما لوقف الاستيطان وإنهاء احتلال دولتنا وعاصمتها القدس الشريف. وفى الوقت ذاته سنعمل على توفير الحماية الدولية لشعبنا من بطش الإرهاب الاسرائيلى، وحمل القوى الدولية الفاعلة على عقد مؤتمر دولى لتطبيق حل الدولتين، وفقا للمبادرات العربية والدولية ذات الصلة،وذلك على غرار ماعولجت به قضايا دولية أخرى."

وأكد الأزهر الشريف ممثلا الدكتور محمد أبو زيد الأمير بأن شعب فلسطين قد تميز عبر التاريخ بالوعي السياسي، خاصة المثقفين الفلسطينيين ودورهم في تعزيز وتوعية الشعب بحقوقه ونضاله، وأكد أن الأزهر الشريف حاضرا في الشأن الفلسطيني وسيظل منبرا لنصرة القضية الفلسطينية، ناقلا تحيات الإمام الأكبر الشيخ الطيب للقيادة الفلسطينية مؤكدا حرصه على السير على نهج من سبقوه في الاهتمام الدائم بالشعب الفلسطيني، وتمنى أن يحتفي الفلسطينيون بذكرى ثورتهم في العام القادم في رحاب المسجد الأقصى وأن يسود الأمن والأمان بالمنطقة ويوفق قادتها إلى ما يحب ويرضاه.

أعقبه كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي عبر فيها صخر بسيسو على استمرار فتح في ممارسة كفاحها، فقد كانت في طليعة الممارسين لأشرف أنواع الكفاح من أجل نيل حقها في تحرير فلسطين من الاستعمار الاستيطاني الصهيوني.. وأن الثورة الفلسطينية قد خاضت معاركا وانتفاضات وحروبا شرسة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدى السنين؛ مما جعل من البحث عن حل سياسي عادل وشامل مكون أساسي في برنامجها النضالى، قائلا:" لأننا شعب يقاتل من أجل الحق وبناء السلام فقد عبرنا دروب التسوية السياسية دون مغادرة ساحات المقاومة بحثا عن الحق والعدل والسلام أمام الجبروت الاسرائيلى الذي يأبى أن يغلق كل درب سلام بقهره لشعبنا الأعزل."

ونقل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير سعيد أبوعلي تحيات الدكتور نبيل العربي في ذكرى انطلاقه فتح للقيادة الفلسطينية، وأكد أن مسيرة الصمود والمقاومة مستمرة في تحقيق انجازاتها، وأنه بالرغم من كون فلسطين دولة ترزح تحت الاحتلال إلا أنها تمكنت من الاعتراف به في الأسرة الدولية، ومازالت مصممة على نيل كافة حقوقها الشرعية وأن جامعة الدول العربية تواكب مجرى الأحداث لاستصدار القرارات التي ستقود إلى إنهاء الاحتلال وفق سقف زمني محدد طبقا لقرارات الشرعية الدولية.

وأحيا الفقرة الفنية النجم الفلسطيني اللامع هيثم خلايلة بصحبة المايسترو حسام حايك، وتفاعل الجمهور مع خلايلة بلفيف من الأغاني الوطنية والثورية التي ألهبت حماسهم، وتعالت هتافات الشباب الثورية المؤيدة للقيادة الفلسطينية في خطاها الدبلوماسية مشدين على أزر شعب فلسطين المرابط في الوطن.

أقيم على هامش المهرجان معرض للصور وفيلم وثائقي يجسد قصة انطلاقة شرارة الثورة الفلسطينية انتهاء بما وصلت إليه فلسطين من رفع علمها في الأمم المتحدة.
الجريدة الرسمية