رئيس التحرير
عصام كامل

«التعليم ضار جدًا بالصحة والامتحانات تسبب الوفاة».. «ميادة» طالبة آداب القاهرة آخر الضحايا.. «الثانوية» مقبرة الطلاب.. الأزهر والتعليم الفني بالقائمة.. افتقاد الإسعافات ع


آمال عريضة وطموحات لا تحدها سقوف تتحول إلى كوابيس مؤلمة في لحظات، هذا هو حال الطلاب الذين يؤدون الامتحانات، فالأمر لم يقف عند تزايد القلق والتوتر فقط بل شهدت بعض اللجان حالات وفاة دون أي أسباب، سوى الخوف من الفشل وعدم النجاح والمؤلم أن يحدث هذا في الوقت الذي لا يتوفر داخل لجان الامتحانات أدنى مقومات الإسعاف الأولية التي يمكن أن تنقذ طالب.


هذه الأوضاع المأساوية التي كان آخرها الأسبوع الماضي بعد أن توفيت طالبة بالفرقة الثالثة بقسم لغات شرقية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، خلال أداء امتحان إحدى المواد بالفصل الدراسي الأول اليوم وتعرضها لأزمة قلبية مفاجئة كانت مثار انتقادات كثيرة لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن ذلك بأن «التعليم يضر بالصحة ويسبب الوفاة».

مراقب اللجنة
وقالت إحدى زميلاتها، في تصريحات صحفية: إن زميلتها «ميادة»، من العشرة الأوائل بالكلية، وقام مراقب اللجنة بسحب ورقة إجابتها بعدما رن هاتفها. وأضافت أنها طلبت من المراقب استرجاع ورقتها لكنه رفض، ما نتج عن دخولها في حالة إغماء توفيت على إثرها.

فيما قالت أخرى كان هناك بطء واضح في إسعاف ميادة، فبعد أن سقطت أرضا، حاول الحضور إفاقتها دون جدوى، فاستخدموا كرسيا متحركا.

امتحانات الثانوية
هذه الكارثة لم تكن الأولى من نوعها فقد توفيت الطالبة دينا أحمد حسن داخل لجنة الامتحان، في أول يوم من امتحانات الثانوية العامة والتي أجريت في يونيو الماضي، بسبب صعوبة الامتحان وعدم قدرتها على الإجابة على بعض الأسئلة.

تأخر الإسعاف
ومن جهته، روى والد الطالبة تفاصيل الحادث، خلال برنامج العاشرة مساء مع الإعلامي وائل الابراشي، قائلًا "اتصلت بى إحدى صديقات دينا في تمام الساعة 12 وقالت لى إن دينا منهارة في المدرسة، فذهبت إلى هناك ولكن الأمن لم يسمح لى بالدخول وعندما علموا أن ابنتي ماتت سمحوا لى بالدخول فدخلت فوجدت ابنتي ملقاة على السرير وقال لى الطبيب أنا طلبت الإسعاف ولكن تأخرت فماتت الفتاة.

طالبة بهتيم
فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة وقتها، إن طالبة بمدرسة بهتيم الثانوية تبلغ من العمر ١٧ عامًا، توفيت إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، أثناء أدائها امتحان اللغة العربية.

دبلوم التجارة
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للطالب أبانوب رومانى خليل، الذي توفى في مايو الماضي أثناء تأديته امتحانات دبلوم التجارة المتقدمة نظام الخمس سنوات داخل اللجنة بمدرسة عرب الأطاولة، إثر إصابته بأزمة قلبية وذلك حسب تصريح عبد العزيز عطية وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج.

الثانوية الأزهرية
كما توفى أحد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية ويدعى إبراهيم حسن عنتر بلجنة اختبار دسوق كفر الشيخ للشهادة الثانوية الأزهرية، في يونيو 2014، أثناء أداء امتحان مادتي «البلاغة والتوحيد»، بعدما تقيأ دما مرتين.

حبوب مخدرة
وفي دار العلوم بالفيوم توفيت طالبة بالفرقة الثالثة بكلية دار العلوم، أثناء تأديتها الامتحان، حيث تم نقلها إلى مستشفى الجامعة، وتبين بعد توقيع الكشف الطبي عليها أنها فارقت الحياة، بعد تأخر إسعافها، نتيجة تناولها كمية من الحبوب المخدرة، قبل دخولها لجنة الامتحان ما تسبب في وفاتها، وذلك في دور يناير لعام 2014.

تجارة الإسكندرية
وفي العام الدراسى 2013 – 2014 توفى «أحمد عصام» الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، بعد مرور نصف مدة الامتحان، إذ فقد وعيه وبعد سقوطه مغشيًا على الأرض، اصطدمت رأسه بقوة، ما أصابه بنزيف في المخ، أدى إلى وفاته في الحال، واتهم طلاب الكلية، الإدارة بالإهمال الذي تسبب في وفاة الطالب «أحمد» داخل لجنة الامتحان، مؤكدين أنه تم تركه دون إسعافه ما أدى إلى وفاته.

نظام التعليم
ومن جهته قال «أحمد هلال»، أستاذ علم النفس إن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الوفيات أثناء تأدية الامتحان هو نظام التعليم، مشيرا إلى أنه لابد من تطبيق مبدأ التعلم عبر الامتحان، فعند عرض سؤال لا تستطيع الإجابة عليه فلابد من أن يعرض عليك الإجابة بعد تأديته الامتحان.

وطالب «هلال» بأن يتم اختيار المراقبين بدقة، بحيث يكونوا ممثلين للآباء ليكونوا أكثر اهتماما بالطلاب وتقديرا لحالتهم النفسية أثناء الامتحان، بعيدين كل البعد عن استشعار الطلاب بالتوتر أو المضايقة داخل اللجان.

وتابع، الطلاب الأكثر إصرارا على التفوق هم الأكثر قلقا على مستقبلهم، وبالتالي يصاب بالعديد من الأمراض على اختلاف أنواعها، لأن الإنسان ذو طبيعة فسيولوجية يتأثر بأقل الأشياء ليصاب بالأمراض.

وأوضح أن المخاطر التي يواجهها الطالب تتمثل في ارتجاف، وارتفاع ضغط الدم، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وجفاف، وصداع مزمن، واكتئاب، وآلام مزمنة في عضلات الرقبة والظهر واليدين، فضلًا عن حالات الوفاة المفاجئة التي لا تمنح أي إنذار قبل حدوثها.


الجريدة الرسمية