رئيس التحرير
عصام كامل

ذبح هشام جنينة! (2)


عندما يبالغ ضابط شرطة في إضافة مضبوطات لمتهم ليؤكد الاتهام عليه، فإنه يمنحه فرصة للإفلات من المحاسبة.. وهذا ما فعله المستشار هشام جنينة، عندما بالغ بشدة في تقدير حجم وتكلفة الفساد، لا لكي يوقع بالفاسدين وإنما لأغراض أخرى هي في الأغلب سياسية أو أيديولوجية، فإنه دفع البعض للانتفاض؛ دفاعا دون أن يدروا أو ربما يقصدون، عن الفساد والفاسدين.. وهذا هو الخطأ الأخطر الذي وقع فيه رئيس جهاز المحاسبات.


إن القاصي والداني يعرف أننا ومنذ سنوات نعاني فسادا في مناحٍ عديدة، وأن هذا الفساد يؤثر بالقطع علينا سواء فيما يخص العدالة الاجتماعية أو الإدارة الحكومية أو التنمية الاقتصادية وتوزيع عائدها.. ولا يحتاج الأمر للمبالغة الساذجة وغير المقبولة عقليا في تقدير حجم الفساد للتنبيه لخطورته أو لدفع من يعنيه الأمر لمقاومة هذا الفساد والتصدي له.

لكن رئيس الجهاز إما لغرض في نفس يعقوب، وإما لأنه غير متخصص في علوم المحاسبة أو قراءة الأرقام ومعاينتها، بالغ في تقدير حجم هذا الفساد ليمنح البعض الفرصة للنيل من الأجهزة التي تتصدى لهذا الفساد وتواجهه، وعلى رأسها الجهاز المركزي للمحاسبات، وللطعن في عمله.

وهكذا.. ساعد رئيس الجهاز المركزي الفاسدين، ومنحهم من خلال ما قام به، فرصة للإفلات بفسادهم أو على الأقل، منحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم.. لكن عزاءنا أن لدينا إرادة سياسية في محاربة الفساد.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية