التحالفات.. وسياسة حافة الهاوية
على الرغم من أن الحق يمثل قوة في حد ذاته، إلا أنه يحتاج إلى قوة تساعده وتحميه وتدافع عنه؛ حيث إننا للأسف، نعيش في زمن لا يحترم فيه إلا الأقوياء.. أما الضعفاء، فلا مكان لهم، اللهم إلا إذا رضوا بأن يقفوا خلف قوة كبرى تؤازرهم وتدفع عنهم أي أذى يمكن أن يتعرضوا له.
ولأن هذا العالم هو عالم المصالح؛ حيث لا مساعدة ولا مد يد العون، إلا بعد التأكد من أن ثمة مصلحة ما سوف تعود على هذا القوي أو ذاك، فإن على الضعفاء - والحال هكذا - أن يقبلوا بأن يكونوا مطية ذلولا لهذه القوة، يأتمرون بأوامرها وينفذون تعليماتها وتوجيهاتها، بل يركضون نحوها في سبيل إرضائها، لمجرد أن تبدر إشارة منها.
وتسعى مجموعة من الدول لتكوين كيانات كبرى؛ ربما لمواجهة اعتداءات متوقعة، أو تنفيذ سياسات معينة، أو ردع قوى تفكر في اعتداء.. لذلك رأينا دولا تتحالف فيما بينها، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حتى تكون أكثر قوة ومنعة من ناحية، وأكثر قدرة على الوصول إلى أهدافها من ناحية ثانية.. ورأينا دولا أخرى تشكل تحالفا كونفيدراليا تستطيع به الاستقلال وعدم التبعية لقوى كبرى، ولفرض سياستها وإرادتها على المجتمع الدولي.
على مستوى الدول العربية، هناك مجلس التعاون الخليجي، والتحالف العسكري لمواجهة الحوثيين وعلي عبد الله صالح، الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن، والتحالف العسكري بين ٣٤ دولة إسلامية؛ بهدف مواجهة إرهاب كل من "داعش" والقاعدة، وأخيرا مجلس التعاون الإستراتيجي بين الرياض وأنقرة؛ لتنسيق التعاون بينهما في التعامل مع الأزمة السورية، والتعاون أيضا في مواجهة أطماع إيران وسياساتها التوسعية في المنطقة، فالأخيرة تسعى لملء الفراغ بديلا عن الإدارة الأمريكية، خاصة بعد الاتفاق النووي معها، الذي عزز من ثقتها بنفسها، في مواجهة دول عربية تعاني من تفكك وضعف وهشاشة.
من الواضح إذًا، أن المملكة العربية السعودية بدأت نهجا جديدا مع مجيء الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين.. هذا النهج يتسم بالإيجابية والحسم تجاه المشكلات التي تواجهها، ولعل عاصفة الحزم التي تقودها أصدق شاهد ودليل.
لقد كان إعدام المواطن السعودي الشيعي نمر باقر النمر بداية تحرش من قبل إيران، بل الاعتداء على السفارة السعودية والبعثتين الدبلوماسيتين، الأمر الذي أدى إلى مقاطعة دبلوماسية من السعودية وبعض الدول العربية لإيران.. وقد تفاوتت الآراء حول مسألة إعدام النمر، فمن قال إنها لم تكن ضرورية، ومن قال إن إعدام ٤٧ إرهابيا - بمن فيهم النمر - هو شأن داخلي، وإنه ليس من حق إيران ولا غيرها الاعتراض على تنفيذ الحكم وتوجيه اتهام للقضاء السعودي بأنه مسيس.
من المؤكد أن هذه فرصة كبيرة لمن يريدون الصيد في الماء العكر، في إشعال الموقف وسكب الزيت على النار؛ لإحداث مزيد من التوتر.. ومن المؤكد أيضا أن هذا الوضع سوف يصعب من فكرة التقارب بين مصر وإيران؛ إذ ليس من المنطقي أن تكون العلاقات بين الدول العربية - أو بعضها - وإيران على هذا المستوى من التوتر، ثم تسعى مصر لإيجاد هذا التقارب.
وقد يقول قائل: إن هذا الوضع يحتم على مصر - كعمود فقري في المنطقة - أن يكون لها دورها، أولا: فيما يخص الحفاظ على الأمن القومي العربي، وثانيا: للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب قد تأتي على الأخضر واليابس، ولا يستفيد من ورائها إلا أعداء العروبة والإسلام، نقصد العدو الصهيوني.
مع ذلك، وفي تصوري، أنه على الرغم من تأزم الموقف بين الدولتين السعودية وإيران، فإن الأمر لن يصل إلى الحرب.. الوضع أشبه ما يكون بسياسة حافة الهاوية.. فكل طرف من الطرفين يدرك جيدا استحالة قيام حرب بينهما، لما يترتب عليها من آثار مدمرة لكلا الطرفين.. ومن هنا فإن كل طرف يحاول التصعيد السياسي في مواجهة الآخر، ربما ليحصل على بعض المكاسب، لكنهما إذا ما وصلا إلى أعلى نقطة في الصراع، سوف يتوقفان.. ومما لا شك فيه أن هذا الصراع يلقي بظلال سلبية على الأزمة السورية، وعلى مواجهة الإرهاب.
إن أطماع إيران سياسية بالدرجة الأولى، لكنها تحاول استخدام المذهب الشيعي في عملية الاختراق وإثارة القلاقل وتحويل الصراع السياسي إلى صراع سني / شيعي، وهذا هو مكمن الخطورة.
وتسعى مجموعة من الدول لتكوين كيانات كبرى؛ ربما لمواجهة اعتداءات متوقعة، أو تنفيذ سياسات معينة، أو ردع قوى تفكر في اعتداء.. لذلك رأينا دولا تتحالف فيما بينها، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حتى تكون أكثر قوة ومنعة من ناحية، وأكثر قدرة على الوصول إلى أهدافها من ناحية ثانية.. ورأينا دولا أخرى تشكل تحالفا كونفيدراليا تستطيع به الاستقلال وعدم التبعية لقوى كبرى، ولفرض سياستها وإرادتها على المجتمع الدولي.
على مستوى الدول العربية، هناك مجلس التعاون الخليجي، والتحالف العسكري لمواجهة الحوثيين وعلي عبد الله صالح، الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن، والتحالف العسكري بين ٣٤ دولة إسلامية؛ بهدف مواجهة إرهاب كل من "داعش" والقاعدة، وأخيرا مجلس التعاون الإستراتيجي بين الرياض وأنقرة؛ لتنسيق التعاون بينهما في التعامل مع الأزمة السورية، والتعاون أيضا في مواجهة أطماع إيران وسياساتها التوسعية في المنطقة، فالأخيرة تسعى لملء الفراغ بديلا عن الإدارة الأمريكية، خاصة بعد الاتفاق النووي معها، الذي عزز من ثقتها بنفسها، في مواجهة دول عربية تعاني من تفكك وضعف وهشاشة.
من الواضح إذًا، أن المملكة العربية السعودية بدأت نهجا جديدا مع مجيء الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين.. هذا النهج يتسم بالإيجابية والحسم تجاه المشكلات التي تواجهها، ولعل عاصفة الحزم التي تقودها أصدق شاهد ودليل.
لقد كان إعدام المواطن السعودي الشيعي نمر باقر النمر بداية تحرش من قبل إيران، بل الاعتداء على السفارة السعودية والبعثتين الدبلوماسيتين، الأمر الذي أدى إلى مقاطعة دبلوماسية من السعودية وبعض الدول العربية لإيران.. وقد تفاوتت الآراء حول مسألة إعدام النمر، فمن قال إنها لم تكن ضرورية، ومن قال إن إعدام ٤٧ إرهابيا - بمن فيهم النمر - هو شأن داخلي، وإنه ليس من حق إيران ولا غيرها الاعتراض على تنفيذ الحكم وتوجيه اتهام للقضاء السعودي بأنه مسيس.
من المؤكد أن هذه فرصة كبيرة لمن يريدون الصيد في الماء العكر، في إشعال الموقف وسكب الزيت على النار؛ لإحداث مزيد من التوتر.. ومن المؤكد أيضا أن هذا الوضع سوف يصعب من فكرة التقارب بين مصر وإيران؛ إذ ليس من المنطقي أن تكون العلاقات بين الدول العربية - أو بعضها - وإيران على هذا المستوى من التوتر، ثم تسعى مصر لإيجاد هذا التقارب.
وقد يقول قائل: إن هذا الوضع يحتم على مصر - كعمود فقري في المنطقة - أن يكون لها دورها، أولا: فيما يخص الحفاظ على الأمن القومي العربي، وثانيا: للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب قد تأتي على الأخضر واليابس، ولا يستفيد من ورائها إلا أعداء العروبة والإسلام، نقصد العدو الصهيوني.
مع ذلك، وفي تصوري، أنه على الرغم من تأزم الموقف بين الدولتين السعودية وإيران، فإن الأمر لن يصل إلى الحرب.. الوضع أشبه ما يكون بسياسة حافة الهاوية.. فكل طرف من الطرفين يدرك جيدا استحالة قيام حرب بينهما، لما يترتب عليها من آثار مدمرة لكلا الطرفين.. ومن هنا فإن كل طرف يحاول التصعيد السياسي في مواجهة الآخر، ربما ليحصل على بعض المكاسب، لكنهما إذا ما وصلا إلى أعلى نقطة في الصراع، سوف يتوقفان.. ومما لا شك فيه أن هذا الصراع يلقي بظلال سلبية على الأزمة السورية، وعلى مواجهة الإرهاب.
إن أطماع إيران سياسية بالدرجة الأولى، لكنها تحاول استخدام المذهب الشيعي في عملية الاختراق وإثارة القلاقل وتحويل الصراع السياسي إلى صراع سني / شيعي، وهذا هو مكمن الخطورة.