رئيس التحرير
عصام كامل

كل برلمان ينضح بما فيه!


منذ فترة طويلة وأنا أرفض الحديث في السياسة؛ لقناعتي التامة بأن السياسة لها ناسها، كما أنها لعبة تبحث عمن يجيدها وأنا لست منهم.. ولكن ما شاهدته في الجلسة الأولى للبرلمان، يجبرني بكل أسف، على الحديث بصفتي مواطنا عاديا جدا يتابع بشكل عادي جدا ما حدث.


أولا: لا بد من أن نعترف بأن كل برلمان "ينضح بما فيه".. أي أنه يعبر عمن هم متواجدون به.. وهذا في النهاية يعطي انطباعا عاما عن شكل ودور هذا البرلمان أو ذاك.

ملاحظاتي العادية جدا تتمثل في أن قرار إذاعة الجلسة على الهواء كان بمثابة الكارثة الكبرى.. فما حدث أقل ما يوصف به هو "المهزلة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فلا أصدق أن يكون دور العضو الذي من المفترض أنه منتخب من الشعب، يتلخص في البحث عن الكاميرا لكي يظهر في الصورة ويتحدث في الموبايل.

إذاعة الجلسة على الهواء ساهم بشكل كبير في تفجير أزمة قسم اليمين؛ حيث إن حب الشهرة والأضواء وتعمد ضرب كرسي في الكلوب كان سببا أساسيا في هذه الأزمة، خاصة أن المنطق والعقل وكل لغات العالم تقول إن من لا يعجبه القسم والدستور فليرحل ويستقيل بدلا من كل هذا "الهري والرغي والفتاوى"!!

أيضا أزمة انتخابات رئيس مجلس الشعب كانت عبارة عن فيلم كوميدي؛ حيث إن رئيس المجلس المنتخب الدكتور علي عبد العال مع كامل التقدير والاحترام له، تحدث عقب انتخابه من خلال كلمة مكتوبة ومعدة سلفا، بعيدا عن الارتجال، وهو ما يؤكد أن كل شيء كان "مترتب ومتظبط وزي الفل".

في ظني أن النسبة الأكبر من نواب البرلمان لم يصدقوا أنهم تحت القبة.. وهذه النسبة ستفشل فشلا ذريعا مع دوائرها؛ لأنها تؤمن داخليا بأن الوصول لكرسي البرلمان هو الغاية وليس الوسيلة، أو بمعنى أدق هو النهاية والأمل والحلم بالنسبة لهم، وبالتالي فلن يكون في ذهنهم غير ذلك.

نقطة أخيرة وهي تتمثل في استغرابي الشديد والمؤلم للغاية، في وجود 5 أصوات باطلة في انتخابات رئيس المجلس وأيضا الوكيلين.. فكيف يعمد أعضاء في البرلمان إلى إبطال أصواتهم.. "حاجة تحزن"!!
الجريدة الرسمية