فتحى غانم يكتب: الأدب والحشيش

في مجلة "التحرير" عام 1952 كتب فتحى غانم مقالا قال فيه:
" طه حسين، محمود تيمور، توفيق الحكيم، فريد أبو حديد، إحسان عبد القدوس، نجيب محفوظ"، يقدمون للقراء كتابا ذهبيا عنوانه "يوم الثلاثاء"، وكلنا قد سمع وقرأ عن أيام العرب الحاسمة أيام "الفيل، بدر، الهجرة".

وتابع:" وقد ظننت أن حضرات أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم الأدب والفن والصحافة يقدمون إلى مصر في وقتنا الحاضر يوما جديدا من تلك الأيام التي يفتقدها الشعب منذ قرون وأجيال".

وأضاف "غانم":" كانت مقدمة الكتاب مشجعة تثير الخيال، وتدفع إلى الآفاق النبيلة عن الكتب والأفلام التي هي مصدر إنصاف العبيد، وعن الأفلام التي صارعت الظلم، وحاربت الفساد، كما جرى بذلك قلم أمين يوسف غراب وهو يقدم لكتابة "يوم الثلاثاء"، وما أدراك ما "يوم الثلاثاء "..وما هو هذا اليوم الذي يقدم له طه حسين وتوفيق الحكيم وإحسان ومحمود تيمور إلى آخر هؤلاء الكبار أنا لا أريد أن أنقد الكتاب.. فهذا الحشيش الذي يتاجر فيه بعض الناس، ولكن إذا كان تاجر المخدرات قد أطلق على بضاعته أسماء ستالين وتشرشل وديجول، فلا غرابة أن يطلق غراب على كتابه "يوم الثلاثاء ".

وواصل مقاله: "إذ أن أحدا لايتصور أن تكون هذه الأسماء قد أطلقت على مثل هذه البضاعة بموافقة أصحابها العظماء، إنهم يغررون بالناس ويقومون بعملية غش معيبة ويشككون في مدى إخلاصهم للفن ووظيفته".

واختتم "غانم مقاله: "أحيانا يكون الكلام عن الوطن، عن الدعارة، عن الشعب وأحيانا عن النفوس المريضة.. اليوم خمر وغدا أمر وبعده حشيش، والهدف في النهاية هو ما في جيوب القراء المراهقين".