رئيس التحرير
عصام كامل

باحثون يهود وأتراك يوقعون على رسالة تطبيع العلاقات.. أنقرة في انتظار موافقة نتنياهو لإقرار صيغة المصالحة.. وتل أبيب ترفض شرطين لأردوغان..محلل عبري: مصر سبب تأخر المحادثات بين تركيا وإسرائيل


بعد موافقة تركيا على صيغة المصالحة مع تل أبيب والتطبيع، تنتظر موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للمصادقة عليها، ولحفظ ماء وجهها تدفع حاليًا بباحثيها من أجل إقرار صيغة المصالحة ووجه خمسة من الباحثين الأتراك والإسرائيليين، رسالة مشتركة ومفتوحة إلى زعماء إسرائيل وتركيا لحثّهم على إقرار صيغة المصالحة الذي توصل إليه طاقمان من الدولتين لتطبيع العلاقات بينهما.


فرصة حقيقية
وجاء في الرسالة التي كتبها كل من البروفيسور منصور أكجون، والدكتور نمرود جورن، والدكتورة سيلفيا تيرياكي، وجبراييل ميتشل، ومحمد عماش، أن كلا من إسرائيل وتركيا تقفان حاليًا أمام فرصة حقيقية لترميم العلاقات بينهما بعد خمس سنوات من الجمود والتوتر.

وأضاف أصحاب الرسالة: «إننا، كباحثين كبار في مراكز أبحاث وسياسة من إسرائيل وتركيا، نعمل سويًا منذ العام 2012 لترميم العلاقات، نبارك هذه التطورات وندعو زعماء الدولتين إلى استغلال الفرصة، والتوقيع على الاتفاق المتبلور.

وقالت رسالة الباحثين: "في الأشهر الأخيرة، كنا شهودًا على تبادل إشارات الدفء المتواصل والمقصود في العلاقات الإسرائيليّة ـ التركيّة.
واتخذت الدولتان خطوات ترمي إلى خلق أجواء أفضل، وتمكنهما من توسيع نطاق التعاون بينهما. ونبع ذلك أساسًا من مصالح تتعلّق بالغاز الطبيعي في حوض البحر المتوسط، ومن القلق من التطورات في سوريا".

لقاء سويسرا
وأوضحت الرسالة، أنه خلال الشهر الماضي، التقى في سويسرا ممثّلون عن الدولتين للتقدم نحو اتّفاق يقود إلى تطبيع العلاقات.
وقال مصدر إسرائيلي مسئول، إن الاتصالات الإسرائيلية التركية لإنجاز اتفاق المصالحة بين الجانبين "تراوح مكانها"، وأنها لم تحقق بعد أي تقدم ملموس.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن اللقاءات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي بغرض تطبيع العلاقات، إلا أنه لم يتم بعد التوصل إلى تفاهم.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه إن إسرائيل لن ترفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

حصار غزة
ويعد رفع الحصار عن غزة هو واحد من الشروط الثلاثة التي وضعها الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، من أجل إتمام المصالحة، ولكن يبدو أن تل أبيب تضرب بشروط أردوغان عرض الحائط، وترفض الموافقة عليها.

وأوضح جاويش أن الجانب الإسرائيلي، لم ينفذ سوى الشرط الأول، وهو الاعتذار عن الهجوم على سفينة "مرمرة الزرقاء" عام 2010، التي كانت تحمل مساعدات إلى قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 10 ناشطين أتراك كانوا على متنها، في حين لم تنفذ إسرائيل بعد الطلبين الآخرين المتمثلين في دفع تعويضات، ورفع الحصار المفروض على غزة، مضيفا "لم يتم بعد التوصل لتفاهم"، بخصوص تلك النقطتين.

معارضة مصرية
من جهة أخرى، زعم المحلل الإسرائيلي، باراك رابيد، أن مصر توجهت بطلب إلى إسرائيل، مؤخرا، لتقديم إيضاحات حول محادثات المصالحة مع تركيا.

وأضاف "رابيد"، في تقرير نشر في صحيفة "هاآرتس" العبرية، أن مسئولين إسرائيليين زعموا أن الحكومة المصرية أعربت عن تحفظها حول دور تركيا في قطاع غزة، وأرادوا أن يعرفوا ما إذا كانت إسرائيل وعدت الأتراك بتخفيف الحصار عن قطاع غزة أم لا.

ونقل "رابيد"، عن مسئول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن المعارضة المصرية هي أحد الأسباب التي تعرقل اتفاق المصالحة النهائي بين أنقرة وتل أبيب.

ولفت "رابيد" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يخشى من أن أي تنازل يقوم به لصالح الأتراك بشأن غزة للتوصل إلى اتفاق يضر بالعلاقات الإستراتيجية مع مصر.

وأضاف أن مسئولين إسرائيليين سعوا للتوسط بين مصر وتركيا، لخفض التوترات بين البلدين، لكن دون جدوى.
الجريدة الرسمية