رئيس التحرير
عصام كامل

أنا الأصلح والأحق!


بعد متابعة طالت لساعات لأول جلستين لمجلس النواب الجديد، نستطيع أن نلحظ بسهولة أن لدينا شخوصا يعتقدون أنهم هم الأفضل والأصلح والأحق بأن يحظوا بأعلى المناصب، وأنهم وحدهم دون غيرهم الذين يملكون الحقيقة ويعرفون كل شيء، وغيرهم لا يصلح لشيء، ولا يحق له شيء ولا يعرف شيئا.


تلك هي المشكلة الحقيقية التي يعانى منها مجتمعنا الآن، وهى مشكلة لا علاقة لها بارتفاع سقف الطموحات لدى العديدين، وهذا لا غبار عليه، وإنما هي مشكلة تتعلق بمبالغة في تقدير الذات لدى البعض.. وهى مشكلة ظهرت بوضوح خلال السنوات الأخيرة التي شهدت فيها مصر أحداثا ضخمة أطاحت بنظامى حكم، وأبعدت عن الساحة أسماء شهيرة سعى البعض لاحتلال مواقعها.

وسوف نظل نعانى من آثار وتداعيات هذه المشكلة لفترة من الوقت، حتى نتمكن من صياغة قيم جديدة لمجتمعنا.. قيم إيجابية من بينها ليس فقط قبول الآخر وإنما احترام الآخر أيضا. 

وصياغة منظومة قيم جديدة لمجتمعنا لن تتحقق إلا بتحقيق تغيير ملموس وواضح في علاقات القوة الاجتماعية.. فالقيم السائدة في أي مجتمع هي قيم الطبقة السائدة..علاقات القوى الاجتماعية لدينا تعانى خللا وتتمخض عن ظلم اجتماعى، ولا تنجح في نهاية المطاف أن تتمخض عن مواطنين إيجابيين مؤمنين بالقيم الإيجابية.

ولذلك نحن نحتاج لجهد يجمع ما بين الإصلاح الاجتماعى والاقتصادى والسياسي والثقافى في آن واحد..أي إصلاح شامل للمجتمع.
الجريدة الرسمية