وكأنك لست الأسواني !!
رغم أن الكلام لا يستحق عناء الرد أو الالتفات إليه لأنه غثاء كغثاء السيل.. فإنه لا يضر الرد أو التوضيح حتى لا يقع البعض في فخ تصديق هذه الترهات التي تعبر عن حالة غل وحقد مكبوتة بسبب انحسار الضوء عن صاحبها وخروجه من المشهد !
الأسواني والبرادعي ووائل غنيم وآخرون جاءوا ( مع العفش ) كما يقول المثل الشعبي احترفوا التغريد بكلمات مسمومة في مناسبات محددة يهدفون منها تحقيق درجة من البلبلة والتشويش المتعمد !
الأسواني قال في ( تغريداته ) المتتابعة واصفًا الحال بمصر بــ"المسرحية" وكتب يقول: (كأنها انتخابات وكأنه برلمان وكأنها مشروعات قومية عملاقة وكأنه مجلس لحقوق الإنسان وكأنها صحافة وكأنه إعلام وكأنها دولة.. نفس المسرحية منذ عام 1952).
وكأن الأسواني لا يرى الصورة، وكأنه لا يرى البرلمان حقيقة واقعة مهما كانت بعض السلبيات التي لا تنكر وجوده، وكأنه لا يرى الواقع كما يراه الشعب المصري ويتفاعل معه، وكأنه لم يسمع عن اتفاقيات بين مصر ودول كبرى لإنشاء محطات كهرباء واتفاق على مشروعات في منطقة قناة السويس، وكأن بعينيه رمد فلم ير الشباب الواعد المثقف يلتف حول مصر ويعمل من أجلها، وكأن عينيه لم تشاهدا صور العمل في الطرق والأرض الزراعية، والملحمة في جبل الجلالة، وكأنه فقد القدرة على القراءة فلم يقرأ تقارير مجلس حقوق الإنسان الذي يشارك فيه بعض من أصدقائه، وكأنه لا يتعاطى مع الصحافة الورقية أو الإلكترونية التي تنشر ترهات تويتاته، وكأنه يرى الإعلام سرابًا طالما لا يستضيفه ويحتفي به ويفرد له مساحة يمارس فيها التنظير وتضليل البسطاء في هذا الوطن، وكأنه يعيش في كوكب آخر لا يرى الدولة المصرية ولا يرى انتشارها واستعادة دورها العربي والإقليمي والدولي ويسمع تصريحات المسئولين في دول العالم عن مصر !
الأسواني –بحكم عمله كروائي– يرى أننا نعيش في مسرحية منذ 1952.. يرى أننا نعيش في الخيال.. فهل ما حدث في يناير 2011 كان مسرحية أيضًا أم 25 يناير تخرج عن السياق ؟
الأسواني يرى أن 30 يونيو مجرد موجة ثورية تصدت للفاشية الدينية كان بإمكانها بناء دولة ديمقراطية لكنها أعادت نظام مبارك للحكم وهو أشد قمعا.. وكأنه لم يسهم ويشارك في وصول الفاشية الدينية للحكم واختطاف الوطن ولم يقف خلف مرسي وجماعته لمجرد الانتقام من نظام مبارك دون النظر لمصلحة الوطن، وكأنه يعيش خلف القضبان وليس حرًا طليقًا يقول ما يشاء !
الأسواني غرد بشأن ظهور صباحي بعد اختفاء عن الإعلام قائلا: (ما تفسير هذا الانفتاح المفاجئ في إعلام السيسي، مجرد فلتة أم خطوة تمهيدية لتغيير ما ؟ ).. وكأنه يوحي بأن شيئًا ما قد يحدث في 25 يناير القادم حسب هلاوس البعض أو يمهد لنفسه الطريق للظهور على دريم مع الإبراشي الذي يعوم ضد التيار !
وقال الأسواني في تغريدة أخرى بشأن نفس الموضوع: (قالوا يا حمدين انتقد السيسي كما تشاء حتى الرابعة صباحًا ولكن حذر الشباب من النزول في 25 يناير)، واستطرد قائلًا في ختام تغريدته: "أخي حمدين، أخطأت بقبول العرض، الثورة عكس السياسة".. وكأنك كنت طرفًا في الاتفاق، وكأن الشباب هو فقط شباب الثورة.. وكأنك لا تريد دولة وتريد أن تعيش حالة تثوير دائمة بحثًا عن ضالتك التي نعرفها جيدًا.. وكأنك يا أسواني لست الأسواني !