رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يكشف «كرولي» عن تحدي السيسي أوباما !


المقتطفات في السطور التالية ليست لي ولا لأي كاتب مصري ولا لأي كاتب عربي محب لمصر وما أكثرهم ولا حتى لكاتب أمريكي على علاقة طيبة بمصر.. إنما هي معلومات كتبها الكاتب السياسي الأمريكي المعروف "مايكل كرولي" في تقرير نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية حول السياسة الخارجية لإدارة الرئيس أوباما وقد ترجمته "فيتو" أمس الاثنين وفيها يكشف "كرولي" عن وجود انقسام حاد داخل الإدارة الأمريكية بشأن التعامل مع مصر، مشيرًا إلى أنه يدور جدل كبير -خلافات يعني- حول السياسية الخارجية تجاه القاهرة منذ عزل محمد مرسي !


التقرير لم يأخذ حقه من التغطية في مصر رغم أن أهميته مستمدة من كونه بداية لتسرب الكثير والكثير عن أسرار العلاقات الأمريكية المصرية منذ انتهاء حكم الإخوان وقد يكون ذلك مرتبطًا بالانتخابات الأمريكية وبداية العد التنازلي لرحيل أوباما عن البيت الأبيض وسوف يتبعه تسريبات أخرى وربما كتب كاملة تروي التفاصيل التي ينكرها مصريون يعيشون بيننا هنا ويشربون من ماء النيل ولم يزل بعضهم يقولون إن السيسي امتداد لمبارك!

"مايكل كرويلى" يتحدث بالأسماء ومواقعهم وأصحابها على قيد الحياة، فمثلا عن نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشئون الشرق الأوسط "ماتيو سبنس" ينقل قوله: "مصر كانت سببًا في وجود انقسام بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع"، مشيرًا إلى الانقسامات داخل إدارة أوباما بشأن السياسة الخارجية وركز بشكل خاص على السياسة تجاه مصر.

ويضيف: (إن كبار مساعدي رئيس أمريكا ومن بينهم نائب مستشار الأمن القومي "بن رودس" ومسئولة ملف حقوق الإنسان آنذاك سفيرة الولايات المتحدة حاليًا في الأمم المتحدة سامنتا باور، طالبوا بتجميد المساعدات العسكرية المقدمة إلى مصر، في حين رفض وزير الخارجية "جون كيري" ووزير الدفاع السابق "تشاك هاجل" والحالي "آشتون كارتر").

ويقول: "إن أوباما حاول الضغط على الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال ملف حقوق الإنسان للإفراج عن المساعدات العسكرية ومساعدته في محاربة تنظيم "داعش" المنتشرة في سوريا والعراق، بينما لم يبد السيسي أي اهتمام بتلك الضغوط" !

ويستكمل "كرويلى" بعد شد وجذب سياسي ودبلوماسي: "إنه في النهاية أبلغ الرئيس الأمريكى "السيسي" خلال اتصال هاتفي في مارس من العام الماضي بأنه سيفرج عن المساعدات العسكرية والتي تتضمن الإفراج عن صفقة المقاتلات "إف 16" والتحويلات النقدية إلى جانب المساعدات السنوية العسكرية والتي تبلغ 1.3 دولار، مشيرًا إلى أن أحد كبار مستشاري أوباما والذين شاركوا في المناقشات حول مصر قال: "نحن ننهار"!

بالطبع الانهيار الذي يقصده المسئول الأمريكي لا يخرج عن أمرين الأول: إما أنهم منهارون في إفهام أوباما وجهة نظرهم أو الثاني: إن مصالح الولايات المتحدة في مصر ومكانتها في حالة انهيار يومًا بعد الآخر وإن التوجه في مصر الآن -وقتها يعني- نحو استعادة العلاقات مع روسيا بقوتها في الستينيات..! لأننا ندرك أن البعض سيترك المقال كله ـ المقال كله والله ـ وسيتوقفون ليسخرون مما سيصيغونه بالصياغة التالية "قال انهيار أمريكا قال"!

فقد أصبحنا بحكم ما جرى في الفترة الماضية على خبرة بهيافة الكثيرين.. وربما بعضهم سيرددها الآن أيضًا رغم توضيحنا السابق، فالبعض يجمعون بين الهيافة والغباء !
الجريدة الرسمية