رئيس التحرير
عصام كامل

الاختفاء القسري.. والاختفاء الإرادي!


لو كنت من هؤلاء الذين تحدثوا عما أسموه ظاهرة للاختفاء القسري في مصر، لتواريت خجلا بعد أن تكشف أن المهاجمين الذين حاولوا اقتحام فندق بالغردقة واختطاف سائحين أجانب، من قوائم الذين ادعى البعض أنهم اختفوا قسريا!

المهاجمان اختفيا فعلا، ولكن اختفاءهم ليس قسريا، وإنما كان اختفاءً إراديا.. أي أنهما مع غيرهم اختفوا بإرادتهم عن العيون، وعندما ظهرا جاء ظهورهما وهما يرتكبان جريمة إرهابية بشعة.

وهكذا.. يوما بعد آخر، تنكشف حقيقة ادعاءات الاختفاء القسري التي روج لها البعض لعدة شهور مضت، في إطار مخطط يستهدف النيل من الحكم القائم حاليا، وأيضا تشويه سمعة مؤسسة الشرطة.. فها هم الذين روج البعض أنهم ضحايا الاختفاء القسري، أي اختفوا رغما عن إرادتهم وبفعل فاعل، يتبين أنهم اختفوا ليعدوا ويجهزوا أنفسهم لارتكاب جرائم خطف وقتل وعنف.

هنا ليس أمام الذين روجوا ادعاءات الاختفاء القسري، إذا كانوا غير مغرضين، سوى مراجعة أنفسهم أو على الأقل التزام الصمت والسكوت والتوقف عن ترويج هذه الادعاءات.. أما الذين روجوا هذه الادعاءات عمدا، فإنهم بالطبع لن يتوقفوا.. سوف يستمرون إما في ترويج هذه الادعاءات أو غيرها من الادعاءات.

لكن لعل ذلك يدفع أجهزة الأمن إلى البحث عن أسماء الذين رُوِّج اختفاؤهم قسريا، وربما تنجح في إحباط عمليات إرهابية قبل أن تقع.
الجريدة الرسمية