رئيس التحرير
عصام كامل

وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم

فيتو

الكثيرات من بنات حواء وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية يستنكرن الاعتراف بمكانة الشريك الآخر في حياتهن، ربما يرجع ذلك إلى المفاهيم الخاطئة التي رسخها التصدير لثقافات مزيفة تحمل اسم "حرية المرأة".


وكأن المرأة تحتاج إلى هولاكو أو تشرشل لتستعيد حقها، أو أنها في حاجة إلى تغيير مجتمعها وتقشير جلدها لتحيا حرة مستقلة، فالحقيقة يا عزيزتي أن السبب الرئيسي خلف فقاعة حرية المرأة وقيد الرجل لها هو المرأة بنفسها.

نعم أنتِ صانعة الفقاعة وأنتِ من قَيد ذراعيكي بداخلها، لا تتعجبي فتفسيرك العنصري لمفاهيم الحرية هو نفسه القيد الذي لا بد أن تتخلصي منه.

على سبيل المثال تلك المقولة التي انتشرت على مر العصور " وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة " دامًا ما ترددينها وتتشبثين بها كأنها طوق نجاتك أو سيفك الذي ترفعينه على رقاب الأعداء.

بينما الحقيقة أنكِ لستِ بحاجة لكل هذا القتال لإثبات عظمَتكِ، فكلاكما عظيم في مكانه الذي خلق لأجله، ولا مانع أبدًا من عكس القول والاعتراف بأن "وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم. "

نعم عظيم...عظيم عندما قَدر عَقلُكِ وإختاركِ شريكة له، عظيم لأنه حافظ على أنوثتُك وإتخذها محرابًا له دونٍ عن نساء الدنيا.
عظيم كَوْنهُ إتخذ منكِ الأم والأخت والصديقة والإبنة والزوجة والحبيبة.

عظيم عندما إختاركِ أمٌ لأولاده وبناته ،وساعدكِ في إشباع أقدس غرائِزُكِ..الأمومة، عظيم في أنه كان لكِ الأب والأخ والإبن والزوج والصديق، فلا تناسي أن عظمَتُكِ وحريتُكِ تكْمُن في تحقيقِ ما خُلقتي عليه بنجاح، والحفاظ على فطرتُكِ الأُنثوية.

فإنكار دور الرجل وتقمصك شخصيته ركضًا خلف أكذوبة الحرية لن يثبت قدرتك على الاستغناء عنه، بل سيجعل منك مسخ يُحطم ملامحكِ الفطرية ويسجن أنوثتك خلف قضبانه.

الرجل يا عزيزتي ليس شبحًا نستعيذ بالله ليصرفه عنا،و لا عدوٌ نَعِدُ العُدة لمحاربته فقد خُلقت الدنيا من آدم وحواء ولو كانت الحياة تجوز بأحدهم لمْا خلق الله من كل شيء زوجين، وتذكري أن الله خلقكِ حرة، ورسم لكِ أهم الأدوار في الحياة، وجعل ذلك الرجل العظيم يخرجُ من رَحِمكْ، ويتربى ويصبو ويشيب بين ذراعيكي، كما إصطفاكي الله لتكوني أعظم هدية للرجل في الجنة فإعملي دومًا لتكونين حور العين في دنيته وجنته، لا تتغافلي عن مكانك قط، أو تستنكري نعمة الله عليكي وتطمعي في ما ليس لكِ ولا يشبه فطرتك.. فكوني دائما انثىً كما خلقتي..أنتِ حواء إلى الأبد.
الجريدة الرسمية