رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في الكاتدرائية وشعبيته


لم يكتف الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا العام بزيارة الكاتدرائية أثناء إقامة قداس الاحتفال بعيد الميلاد الجديد والحديث مباشرة مع الحضور، وإنما آثر أن يحمل معه هدية للمحتفلين بالعيد، تتمثل في تعهد بألا يأتي العام القادم إلا وتكون كل الكنائس التي تضررت نتيجة الاعتداء عليها خلال أحداث العنف والإرهاب التي شهدتها البلاد بعد الثالث من يوليو عام 2013، والإطاحة بحكم الإخوان، قد تم ترميمها أو إعادة بنائها.


وبالطبع كان ذلك له تأثير طيب في نفوس كل الأقباط، سواء الذين كانوا داخل الكاتدرائية أو خارجها، بل نفوس كثير من المسلمين الذين رفضوا مثل هذه الاعتداءات واستنكروها؛ لأن الذين قاموا بها كانوا يبغون إثارة فتنة طائفية بغيضة، وإحداث انقسام في المجتمع، وهو ما تنبه له البابا تواضروس الذي قال وقتها إن وطنا بلا كنائس أهم من كنائس بلا وطن، ولعل ذلك ما عناه الرئيس السيسي، حينما قال في الكاتدرائية أمس إنه والجميع لن ينسى موقف البابا تواضروس وكل أقباط مصر، في غضون هذه الفترة العصيبة التي عاشتها مصر، عندما عم البلاد العنف وانتشر الإرهاب في أنحاء متفرقة من أرضها، وزاد القتل والتخريب والتدمير والحرق.

المهم أن الاستقبال الحافل الذي استُقبل به الرئيس السيسي للمرة الثانية في مبنى الكاتدرائية، يقدم مؤشرا عمليا على حجم ما يحظى به من شعبية، ويقدم ردا على من يتحدثون عن انخفاض شعبيته، ويلوكون توقعات عن انفجار الغضب الاجتماعي على غرار ما شهدته البلاد في 25 يناير 2011.
الجريدة الرسمية