رئيس التحرير
عصام كامل

تجسد كلمة الله في وليد بيت لحم


عندما تجسَّد كلمة الله في صورة البشر، فقد جسَّد الحياة الأبدية على الأرض في صورة مرئية، أمام الكل قد صارت الحياة الأبدية حقيقة كائنة أمام كل مؤمن تهفو نفسه المباركة إلى الخلود، صار الله الحي القدوس متجليًا في صميم الواقع الإنساني، حتى لا يبقى الإنسان جاهلًا مصدره أو غريبًا عن خالقه، جاء وليد بيت لحم مجسدًا لكي يبث الحياة الأبدية في قلوب البشر، حتى تستقر فيها هبة الحياة الإلهية، فتجد البشرية راحتها في الخالق، وتذكر اسمه القدوس عمانوئيل، أي الله معنا، ليس فقط على الأرض بل بالأكثر هو فينا يسكن داخلنا، ونوجد في كل مكان وزمان والله فينا ونحن فيه، لأنه معنا لأننا أعضاء في جسده المقدس.


أيها الإنسان المبارك عش ملكًا ومكرمًا، الآن جاء ملك الملوك ورب الأرباب ملك السلام إليك، وأقامك ملكًا وكاهنًا صاحب سلطان على أفكارك ومشاعرك، كيف تحيا حياة الإيمان وحياة التسبيح والتهليل لله مخلصك، عش ملكًا وتذكر أنه رد لك كرامتك وسلطانك، قدس أعضاء جسدك فلا تخجل منها ولا تسئ استخدامها، قدّس فكرك وقلبك ومشاعرك فترفعك إلى سماواته، شاركك حياتك اليومية حتى أكلك وشربك لتشاركه أمجاده الأبدية، حمل آلامك لتحمل معه صليبه وتختبر بهجة قيامته، حطم الموت تحت قدميك وحوَّله إلى باب للعبور إليه، ذل الشيطان وكل جنوده تحت قدميه صارت الخطية بلا سلطان عليك، ولخص الناموس وتعاليم أنبياء العهد القديم الذين أتو قبله في وصية واحدة "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك وقريبك مثل نفسك" (لو 97:10)
المجد الله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة.

الجريدة الرسمية