خبراء: تخفيف الصراع السعودي الإيراني يتطلب منظمة سلام لتهدئة الوضع
أثار إعدام رجل الدين الشيعي "نمر النمر"، السبت الماضي في الرياض، أزمة دبلوماسية متوقعة بين السعودية وإيران التي أدانت على الفور تلك الخطوة وهاجم مواطنوها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في المشهد.
وفي السياق ذاته، لفتت شبكة "سي إن إن"، في تقرير لها عن كيفية تخفيف حدة التوتر بين طهران والرياض، إلى قطع البحرين، والسودان والإمارات العربية المتحدة علاقتهم الدبلوماسية مع إيران تضامنًا مع السعودية.
لعبة جيوسياسية
ونوهت الشبكة، بأنه بغض النظر عن الحرب الكلامية، فمن الضروري الانتباه إلى أن تلك الأزمة ليست سوى صورة مصغرة من لعبة شطرنج جيوسياسية بين السعودية وإيران، وربما تحتاج إلى مساعدة خارجية لوقف تصاعدها، مشددةً على أن التطورات الأخيرة تتعدى فكرة العراك البدائي بين السنة والشيعة لأنها خلاف على سياسة القوة في المنطقة.
وأبرزت الشبكة، بدء شعور المملكة العربية السعودية بالاستياء من الخطر الإيراني عام 2003 عندما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًا في العراق، وبدأت طهران لأول مرة في تاريخها الحديث زراعة علاقات ودية مع "بغداد" بجانب سوريا ولبنان وهو ما لم تتقبله السعودية.
تهميش إيران
ولفتت الشبكة إلى استياء السعودية من عدم إحراز تدخلها العسكري في اليمن ضد الحوثيين، المدعومين من إيران، أي تقدم سريع أو مكاسب طويلة الأمد، لهذا حاولت مرة أخرى تهميش إيران بالتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
ويعتبر الاتفاق النووي أيضًا بين إيران والقوى الغربية، الذي تنظر إلىه الرياض بعين الريبة، لفتحه قنوات دبلوماسية بين طهران وواشنطن ووقوفه كعائق أمام دور السعودية المسيطر كمحور إقليمي.
منظمة سلام
رأت الشبكة، أن الأزمة الدبلوماسية الحالية لن تحلها طهران والرياض، لهذا قد يتطلب الأمر تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا بطريقة أو بأخرى، مثلًا عن طريق المساعدة في تأسيس منظمة للسلام والتعاون في منطقة غرب آسيا على غرار منظمة الأمن والتعاون التي ساعدت على تهدئة أوربا بعد الحرب العالميتين.
حل دبلوماسي
وأشارت الشبكة إلى اتخاذ دول المنطقة أحد الجانبين، ما يتطلب الأمر لحل دبلوماسي خلاق للخروج من الأزمة قبل اشتعالها أكثر، مضيفةً أنه إذا كانت تلك الدول جادة بشأن ضمان الاستقرار الإقليمي، فهذا الحل على الأرجح سوف يتطلب تدخل أمريكا وأوربا.