رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس القمة العربية وأزمتنا مع إيران


مضى أكثر من تسعة أشهر من سنة رئاسة مصر القمة العربية، وباق أقل من ثلاثة شهور، والآن حان الوقت أن تمارس مصر مسئوليتها كرئيس للقمة العربية.. فقد وقعت أزمة حادة وعنيفة بين المملكة العربية السعودية وإيران وهذه الأزمة اتسعت لتشمل دولا عربية أخرى، وهى أزمة مرشحة لتزايد حدتها بعد أن أعلنت السعودية أن الاعتذار الإيرانى عن اقتحام مبنى السفارة السعودية ومبنى آخر لقنصلية لها في إيران غير مقبول، وبعد أن مضت السعودية في اتخاذ إجراءات عقابية تخرج عن النطاق الدبلوماسى تجاه إيران.


صحيح أن احتمالات حدوث صدام عسكري بين السعودية وإيران هي احتمالات ضعيفة لأسباب شتى بعضها يتعلق بظروف إيران ذاتها، وبعضها يتعلق برفض القوى الكبرى حدوث مثل هذا الصدام، وبعضها يتعلق أيضًا بما طرأ من تغيير في السياسة الخارجية السعودية التي تخلت عن الصبر في رد الفعل.. لكن الأزمة السعودية الإيرانية يمكن أن تتسع وتتدرج ليس لتشمل فقط دولا خليجية وعربية أخرى، وإنما لتشمل صدامات شتى في مواقع مختلفة داخل منطقتنا العربية.

لذلك جاء دور مصر الآن في عودة كل الدول العربية لرسم سياسة عربية موحدة تجاه محاولات إيران للتمدد في منطقتنا وفرض هيمنتها على دولها وشعوبها.. سياسة ترسم شكل العلاقات العربية مع إيران التي لا يمكن تجاهل أنها قوة إقليمية في منطقتنا وأيضًا لا يمكن السكوت عن محاولاتها التدخل في شئون الدول العربية وتهديد الأمن القومى العربى، ولتكن البداية في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة بعد أيام قليلة.
الجريدة الرسمية