دبلوماسيون سعوديون: إحراق سفارتنا في طهران لم يكن عفويًا
أكد عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية التي تم إجلاؤها من إيران إلى مطارات السعودية مساء أمس الإثنين، أن التجمعات أمام السفارة السعودية في طهران لم تكن عفوية وأن الأمن الإيراني تخلى عن حمايتهم ضاربًا بعرض الحائط جميع الأعراف الدولية.
وبين عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية أن السلطات الإيرانية لم توفر الحماية اللازمة لمقر السفارة السعودية بطهران والقنصلية السعودية بمشهد، على الرغم من طلبهم تعزيز الأمن الدبلوماسي للبعثة السعودية، موضحين أن جريمة إحراق السفارة التي نفذها ملثمون، ونهب وتخريب ممتلكات المقار الدبلوماسية، بتواطؤ مع رجال الأمن الإيراني.
وروى أحد العاملين لصحيفة عكاظ السعودية اليوم الثلاثاء، أنها "من أسوأ ما شاهد في حياته، إذ تجمعوا فورًا بأعداد كبيرة ما يعني أن هناك من انزلهم في الموقع، ولم يكن اجتماعهم عفويًا بدليل أن العفوية تعني أن الوصول تباعًا، لكن أن يتجمع على الفور هذا العدد فهو أمر يخرج عن العفوية".
وقال "الأمر الثاني الذي يدلل على أنهم من القوات النظامية الإيرانية أن قوات الأمن التي من المفترض أنها تحمي السفارة لم يمنعوا أيا من المحتجين، بل سهلوا لهم العبور والمرور، ولم يوقفوهم نهائيًا بل تركوهم يعتلون أبواب وأسوار السفارة، وهم ينظرون إليهم بلا مبالاة، ما يؤكد الترتيب المسبق".
وعن تفاصيل خروج البعثة خلال الاعتداء على السفارة السعودية بطهران، قال دبلوماسي آخر: "لولا فضل الله ثم الأبواب الخلفية لمقار البعثة لما بقي من العاملين أحد" مفسرًا أنه لا يمكن مواجهة تلك الجموع المدعومة من دولتهم، "خاصة أنه يبدو أنهم منحوا كافة الصلاحيات في التدمير والتخريب، وربما يصل الأمر إلى القتل والحرق إذا بقينا في مواقعنا".
وبين أنهم أحرقوا الأخضر واليابس في مقر السفارة، إذ لم تسلم السيارات في الموقع فأحرقوها بالكامل، وأضاف: "كان همي النجاة بأسرتي وتركنا كل احتياجاتنا وأغراضنا لأننا توقعنا أن يرتكبوا أفظع الجرائم، لنخرج إلى دبي ومنها إلى جدة".
من جانبها قالت المواطنة السعودية "م. ن": "لم نذق طعم النوم منذ 48 ساعة قضيناها في حالة رعب لا يعلمه إلا الله، خاصة بعد أن تخلى الأمن الدبلوماسي الإيراني عن حمايتنا وتركنا نواجه مصيرنا أثناء توجهنا إلى المطار وتعطيل سفرنا لعدة ساعات".