حدث على شاشة التليفزيون المصري!
سقطة تكررت في إذاعة صلاة جمعتين متتاليتين، المنقولة على الهواء مباشرة من مسجد التليفزيون 18 و25 ديسمبر، الأولى عندما اختفى المؤذن بعد أذاني الجمعة الأول والثاني، ليتولى أحد المصلين غير المؤهلين إقامة الصلاة وليستمر في مهمة الترديد خلف الإمام في الركوع والسجود، ليخطئ في النطق وتخرج الكلمات من لسان متلعثم وصوت مرتعش.. بينما في الجمعة التالية وهي 25 ديسمبر، حدث نفس التصرف غير المسئول، وقد اختفى من قام بالأذان الأول والثاني، ليحل محله آخر بنفس المواصفات، ويصدر عنه نفس التصرف تقريبا.
هذا ما نقلناه للعالم من فضيحة عبر الفضاء العالمي عن القناة الثانية للتليفزيون المصري، خاصة أن العديد من الشعوب تتابع صلوات من يختلفون معهم في التوقيت عبر الفضائيات وأنا منهم.
وصلتني تلك الفضيحة من خلال تسجيل مرئي ومسموع للصلاتين، مرفقا به تنويه بأن التليفزيون المصري هو المسئول عن تكليف العناصر المؤهلة من مقرئي القرآن الكريم والمؤذن وغيرها، مقابل أجر يدفع لهم؛ تجنبا لحدوث سقطات وفضائح على الهواء.
وشعرت بالخجل والحزن في آن واحد من وعلى التليفزيون المصري، الذي كان في الماضي منارة الإعلام ليس لمصر فقط بل للعالم العربي كله.. وهنا أدركت أن منظومة اتحاد الإذاعة والتليفزيون تسير بشكل عشوائي وتدار من خلال موظفين وليس قيادات، كما تلاشت حيرتي وجاء هذا الموقف ليجيب عن أسئلة كانت تشغل تفكيري، كيف لدكاكين إعلام، وهي فضائيات عربية ومصرية، أن تستحوذ على عقل وفكر 90 مليون مواطن مصري، ولم يكن سطوع نجمها إلا على جثة التليفزيون المصري؟
أدركت وضاعت دهشتي من أن الذوق العام قد طعن في مقتل من تلك الفضائيات، التي تحولت إلى غذاء مسموم للعقل والفكر للشعب المصري، لقد تحول اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري إلى مجرد كراكيب تتغلف برامجها بالسذاجة والتفاهة، وضحت جلية في نقل صلاة مثل صلاة الجمعة التي يتابعها الملايين في العالم كله، ويسند أمر من يردد وراء الإمام بداية من تكبيرة الإحرام ثم الركوع والسجود والقيام وحتى التسليم، إلى مواطن عادي لا يملك صوتا أو علما، بل تلعثما ناطقا بأخطاء تجعل من التليفزيون مجالا للسخرية.
نعم هنا أدركت أن حال الإعلام المصري الرسمي قد فقد بوصلته.. وأصبح على خلاف ما كان عليه في الماضي عندما كانت إحدى إذاعاته وهي صوت العرب، يتجمع حولها العالم العربي وأفريقيا، بل جميع الدول التي يصل إليها إرساله حتى في الصحراء الجرداء، الجميع حولها يلتقون ويتلقون صوت أحمد سعيد، أشهر مذيع عرفه العالم كان تأثيره على الشعوب كلها، حتى أن من عاصره لازال يردد مقاطع من صوته الذي كان له تأثير السحر.. صوت علم الشعوب معنى العزة والكرامة، وكان موجها ومعلما لها.
ما يحدث للإعلام من حالة تردٍ، ليس من ندرة موارده ومحدودية نفقاته، فبالنظر في إنفاق اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري المملوك للشعب نجده يَنتزع من قروش فقراء مصر الممولة لخزانة الدولة أكثر من 11.5 مليار جنيه ويحقق خسائر سنوية بلغت المليارات من الجنيهات، ففي موازنة 2015 - 2016 وصلت الخسائر إلى 4 مليارات و140 مليون جنيه، وكان في العام السابق له 3.6 مليارات جنيه، والنتيجة منظومة عشوائية تقدم أسوأ وأردأ أنواع الإعلام المرئي.
يجب أن تكون هناك وقفة، فليس من المنطق أن تتسع دائرة الانتقاد للإعلام المسموم والمبتذل الذي سيطر فعليا على عقل المواطن، وأدى إلى انهيار الأخلاقيات، دون أن تراجع الدولة منظومتها التي تعمل دون ضوابط وليس ما حدث في صلاة الجمعة من مهزلة هي الحالة الوحيدة.. ولكن وقت تغطية حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، فاجأ مواطن عادي الجميع وأمسك بالميكروفون لينقل الحدث بسذاجة، حولت المأساة إلى موقف كوميدي لا يمكن أن يحدث من إعلام دولة تحترم شعبها.
إن التليفزيون المصري يحتاج إلى إعادة هيكلة واستبعاد الكراكيب غير المؤهلة من إدارته، التي أدت إلى انهياره وسقوطه في مستنقع الجهلاء وأشباه المتعلمين، ما دفع أصابع الشعب ليدير المؤشر إلى فضائيات الهلس والابتذال، وبالتالي يجب ألا نتعجب لانهيار المثل والأخلاقيات والقيم؛ لأن مصر بلا إعلام محترم.
وصلتني تلك الفضيحة من خلال تسجيل مرئي ومسموع للصلاتين، مرفقا به تنويه بأن التليفزيون المصري هو المسئول عن تكليف العناصر المؤهلة من مقرئي القرآن الكريم والمؤذن وغيرها، مقابل أجر يدفع لهم؛ تجنبا لحدوث سقطات وفضائح على الهواء.
وشعرت بالخجل والحزن في آن واحد من وعلى التليفزيون المصري، الذي كان في الماضي منارة الإعلام ليس لمصر فقط بل للعالم العربي كله.. وهنا أدركت أن منظومة اتحاد الإذاعة والتليفزيون تسير بشكل عشوائي وتدار من خلال موظفين وليس قيادات، كما تلاشت حيرتي وجاء هذا الموقف ليجيب عن أسئلة كانت تشغل تفكيري، كيف لدكاكين إعلام، وهي فضائيات عربية ومصرية، أن تستحوذ على عقل وفكر 90 مليون مواطن مصري، ولم يكن سطوع نجمها إلا على جثة التليفزيون المصري؟
أدركت وضاعت دهشتي من أن الذوق العام قد طعن في مقتل من تلك الفضائيات، التي تحولت إلى غذاء مسموم للعقل والفكر للشعب المصري، لقد تحول اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري إلى مجرد كراكيب تتغلف برامجها بالسذاجة والتفاهة، وضحت جلية في نقل صلاة مثل صلاة الجمعة التي يتابعها الملايين في العالم كله، ويسند أمر من يردد وراء الإمام بداية من تكبيرة الإحرام ثم الركوع والسجود والقيام وحتى التسليم، إلى مواطن عادي لا يملك صوتا أو علما، بل تلعثما ناطقا بأخطاء تجعل من التليفزيون مجالا للسخرية.
نعم هنا أدركت أن حال الإعلام المصري الرسمي قد فقد بوصلته.. وأصبح على خلاف ما كان عليه في الماضي عندما كانت إحدى إذاعاته وهي صوت العرب، يتجمع حولها العالم العربي وأفريقيا، بل جميع الدول التي يصل إليها إرساله حتى في الصحراء الجرداء، الجميع حولها يلتقون ويتلقون صوت أحمد سعيد، أشهر مذيع عرفه العالم كان تأثيره على الشعوب كلها، حتى أن من عاصره لازال يردد مقاطع من صوته الذي كان له تأثير السحر.. صوت علم الشعوب معنى العزة والكرامة، وكان موجها ومعلما لها.
ما يحدث للإعلام من حالة تردٍ، ليس من ندرة موارده ومحدودية نفقاته، فبالنظر في إنفاق اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري المملوك للشعب نجده يَنتزع من قروش فقراء مصر الممولة لخزانة الدولة أكثر من 11.5 مليار جنيه ويحقق خسائر سنوية بلغت المليارات من الجنيهات، ففي موازنة 2015 - 2016 وصلت الخسائر إلى 4 مليارات و140 مليون جنيه، وكان في العام السابق له 3.6 مليارات جنيه، والنتيجة منظومة عشوائية تقدم أسوأ وأردأ أنواع الإعلام المرئي.
يجب أن تكون هناك وقفة، فليس من المنطق أن تتسع دائرة الانتقاد للإعلام المسموم والمبتذل الذي سيطر فعليا على عقل المواطن، وأدى إلى انهيار الأخلاقيات، دون أن تراجع الدولة منظومتها التي تعمل دون ضوابط وليس ما حدث في صلاة الجمعة من مهزلة هي الحالة الوحيدة.. ولكن وقت تغطية حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، فاجأ مواطن عادي الجميع وأمسك بالميكروفون لينقل الحدث بسذاجة، حولت المأساة إلى موقف كوميدي لا يمكن أن يحدث من إعلام دولة تحترم شعبها.
إن التليفزيون المصري يحتاج إلى إعادة هيكلة واستبعاد الكراكيب غير المؤهلة من إدارته، التي أدت إلى انهياره وسقوطه في مستنقع الجهلاء وأشباه المتعلمين، ما دفع أصابع الشعب ليدير المؤشر إلى فضائيات الهلس والابتذال، وبالتالي يجب ألا نتعجب لانهيار المثل والأخلاقيات والقيم؛ لأن مصر بلا إعلام محترم.