بالصور.. نكشف آخر تطورات سد النهضة على مصر.. علاء النهري: الشركة الإيطالية تعمل في البناء بمعدلات عالمية.. والانتهاء من ملء السد خلال 6 أشهر.. ونصيب المصري ينقص 50%
أصبح سد النهضة الكابوس الذي يحلم به المصريون يوما بعد يوم؛ خوفا من أن يصبحوا يوما ولا يجدون المياه التي يشربونها، أو ربما بعد سنوات قد يجدون نهر النيل جافا.
كشف الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، وخبير الاستشعار، عن آخر صور توصل إليها القمر الصناعي الأمريكي "LAND SAT 8" عن أثر سد النهضة الإثيوبي على مصر.
وضع الصورة الأولى
وأضاف الدكتور علاء النهري، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الصورة الأولى تكشف أن القمر "LAND SAT 8" كان يقوم بالتقاط صور للسد لمصر بصورة شفافة بيضاء غير واضحة بشكل مقصود على الإطلاق، مشيرا إلى أن الأمريكان كانوا يرغبون في معرفة تطوير مراحل السد وما وصل إليه من تطورات للمصريين.
وأوضح خبير الاستشعار، أن القمر الأمريكي كان مصدر متابعة لهم لمعرفة آخر تطورات السد، وبالصدفة تم اكتشاف أن الصور التي يرسلها القمر عن سد النهضة غير صحيحة بالمرة، ما جعلهم يلجأون إلى قمر صناعي آخر، ليكتشفوا مدى الكارثة التي وصل إليها سد النهضة.
وضع الصورة الثانية
أما عن الصورة الثانية فقال: "تم رصدها أواخر عام 2015، وهي تكشف نجاح الباحثين المصريين في كشف الصور المغلوطة المرسلة من القمر الصناعي "LAND SAT 8"، بناء على خبرتهم الواسعة والتقنيات الحديثة".
وأضاف علاء النهري، أن القمر الصناعي الأمريكي "LAND SAT 8" يرسل صورة عن سد النهضة كل 16 يوما، مشيرا إلى أن الصور منذ عام بدأ إرسالها بشكل أبيض عليه قناع وكأنها شفرة لم نستطع رؤيتها، ولكن بخبرة الباحثين المصريين في هذا المجال، نجحوا في إزالة هذا القناع بدرجة فائقة، لنكشف ما وصل إليه السد من مشاكل سيسببها لمصر.
وضع الصورة الثالثة
وعن الصورة الثالثة، أكد استمرار أمريكا في إرسال صور مشوهة حتى تفسد على الباحثين كشف مراحل السد والمقاييس التي وصل إليها، وذلك عن طريق تغيير بعض المقاييس الراديومترية وعمل ما يشبه بقناع أبيض على السد ومجرى النيل بالقرب منه؛ لحجب التفاصيل لمنع متابعة سد النهضة.
وأوضح أن الباحثين المصريين يقومون برصد الصور أولا بأول؛ لمساعدة المفاوض المصري؛ وللوقوف على آخر المستجدات التي وصل إليها السد وتأثيره على مصر.
وضع الصورة الرابعة
وأشار الدكتور علاء النهري، إلى أن الصورة الرابعة والأخيرة تحمل أهم ما ورد بالصور المرسلة من القمر الصناعي، وهي تكشف تحويل مجرى نهر النيل، ففي قمة الصورة تكشف المجرى الذي تم تغييره عند بناء السد في 28 يونيو 2013، وفي وسط الصورة تكشف مجرى النيل الجديد، الذي يعتبر المجرى الأصلي، ويمر عبر المجرى الأصلي منذ آلاف السنين الظاهر باللون الأزرق، وقامت إثيوبيا بتحويل مجرى النيل لتوليد الكهرباء وتخزين جزء من المياه ببوابتين ضمن 16 بوابة، لافتا إلى أنه تم ملء سد النهضة الإثيوبي جزئيا بحجز المياه عن مصر بارتفاع فوق 45 مترا ببوابتين.
وأوضح أن المجرى عرضه 65 مترا، وسيزيد كلما فتحت بوابات أخرى في جسم السد، علما بأن سد النهضة سيصل ارتفاعه إلى 175 مترا بعد الانتهاء من البناء، مشيرا إلى أن هناك بوابة تسمى "SPILL WAY"، تستخدم عند حالات الطوارئ؛ لتخفيف الأحمال عن جسم السد في حالة الفيضانات الضخمة.
وأوضح خبير الاستشعار، أن الأقمار الصناعية أوضحت صورا كارثية تؤكد أن المواطن المصري سيشعر بانخفاض نصيبه في المياه بنهاية عام 2016، فنصيب الفرد الحالي في المياه 617 مترا مكعبا سنويا، وفي حالة بناء السد سيصبح نصيب الفرد 333 مترا مكعبا سنويا.
وقال النهري: إن شركة ساليني الإيطالية المشرفة على بناء السد، ستقوم بتنفيذ الأعمال بشكل سريع جدا، ففي 28 ديسمبر 2014 قام بحقن كميات من الخرسانة في جسم السد 23200 متر مكعب في يوم واحد، واعتُبر هذا التسجيل عالميا.
وأضاف أن عدد التوربينات لسد النهضة، المقرر حجز المياه بها 17 بوابة، مؤكدا أن ما تفعله إثيوبيا يؤكد أنها ستنتهي من ملء الخزان في منتصف عام 2016، مشيرا إلى وجود بوابة في منتصف البوابات، وهي طارئة، ويتم فتحها في حالة فيضان المياه عن الحد المسموح.