العالم المصري د. مصطفى السيد: كرست حياتي لعلاج السرطان بعد أن قتل زوجتي
- مصر متدهورة صحيا وتعليميا
- حزنت عندما توفي رئيس الفريق البحثي بسرطان الرئة
- نعاني من تدهور في الصحة والتعليم.. والسياسة تسيطر على كل شيء
- السيسي قادر على حل أزمة سد النهضة
- لن ننعم بالأمان قبل القضاء على الإرهاب
- بدأنا نخطو خطوات بطيئة نحو الطريق الصحيح
- البحث العلمي في مصر أسرع من أمريكا بسبب القطط والكلاب
- لا يوجد اهتمام بالأطفال إلا في المدارس "الإنترناشيونال" فقط
وفاة زوجته بمرض السرطان اللعين كانت نقطة تحول في حياته.. من يومها كرس العالم الجليل جل وقته وحياته بحثا عن اكتشاف علاج للفيروس القاتل.. وبفضل إنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرضى السرطان، منحته الولايات المتحدة الأمريكية قلادة العلوم الوطنية الأمريكية، التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم.
إذا جلست أمامه ستجد شخصا كبير السن.. لكنه شاب القلب.. حسن النية.. وهب حياته من أجل خدمة البشر وتخفيف آلامهم.. صاحب مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب، ومستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "فيتو" التقته في سياق الحوار التالي:-
• لماذا قصرت تجربة جزيئات الذهب على القطط والكلاب؟
أولا.. نسبة شفاء القطط والكلاب من السرطان بعلاجه بجزيئات النانو من الذهب تعدت الـ 80%، وسترتفع هذه النسبة إن شاء الله بقدوم مارس القادم، فكلما أجريت الأبحاث بشكل أكبر وأكثر اتساعا، زادت نسبة الشفاء.
• ما هي أنواع السرطان التي من الصعب تجربة العلاج عليها؟
سرطان الرئة من أصعب الأنواع، ولكن سنحاول إن شاء الله التوصل لحل له.
• وما سبب التأخير في علاج البشر؟
عندما قمنا بالتجربة على القطط والكلاب رأينا تمركز ترسيبات الذهب في الطحال والكبد، وهذا شيء كارثي لمرضى الكبد، فنحاول الآن التوصل إلى طريقة لخروج الذهب من الجسم عن طريق عملية الإخراج بدلا من تمركزها في الكبد والطحال.
• متى نحدد موعدا لتجربة العلاج بجزيئات الذهب على الإنسان؟
إذا حددت موعدا لتجربته على الإنسان لن أصبح عالما بل سأكون دجالا وأريد الشهرة، الأبحاث ليس لها أي وقت لانتهائها، ففي بعض الأحيان كنا نجري بحثا على قطة، وكان من المفترض أن نستخرج النتيجة منها في وقت معين.. ولكن حدث شيء غريب علم في جسد القطة، وبالفعل طالت الفترة واكتسبنا خبرة أكثر في معرفة معلومة عن علاج السرطان بجزيئات الذهب.
• مستشفى 57357 لسرطان الأطفال يضم عددا كبيرا من مرضى السرطان.. هل وقعت أي اتفاق معهم لتطبيق العلاج؟
كنت أتمنى، ولكن البروتوكول المصري يشترط موافقة وزارة الصحة أولا، ثم تطبيقه على البشر، ووزارة الصحة تتابع معنا لحظة بلحظة علاج السرطان بجزيئات الذهب.
• وما سبب وفاة رئيس الفريق البحثي بالمركز القومي للبحوث فجأة؟
الدكتور علي شبكة كان رئيس الفريق البحثي بالمركز القومي للبحوث، وكنت وقتها في أمريكا، واتصل بي أحد الأشخاص وأبلغني خبر وفاته، وحزنت وقتها جدا، ولكني حزنت أكثر عندما علمت أنه توفي بالسرطان في الرئة، ولم يكشف لأحد مرضه، وأخفى موضوع تعبه على أعضاء الفريق وأصبح يتألم وحده حتى فارق الحياة.. فلكِ أن تتخيلي أن رئيس فريق لعلاج السرطان يموت بالسرطان ولم يستطع علاج نفسه.. وهذا سبب آخر يجعلني أطلب من الله أن أعيش حتى أعالج كل المصريين المرضى بالسرطان.
• كيف تم التعامل مع المتطوعين من مرضى السرطان لتجربة العلاج عليهم؟
أشفقت عليهم كثيرا، فأرواحهم معلقة في أي حل لعلاج المرض، وحتى تخف آلامهم اليومية من السرطان، ولكن ليس بيدي أي شيء حتى لا أعرضهم للخطر ولا أعرض نفسي وفريقي البحثي للمساءلة القانونية.
• إلى أين وصلت الأبحاث في أمريكا لعلاج السرطان بالذهب؟
الفريق البحثي في الولايات المتحدة بطيء جدا وفي مصر سريع للغاية، ويرجع هذا لكثرة الكلاب والقطط في مصر، أما في أمريكا إذا أردت أن أجرب على كلب تجرى بعض الآليات الروتينية العديدة للموافقة وهذا يهدر الوقت، أما في مصر الكلاب كثيرة للغاية، والمركز القومي للبحوث يوفر لنا بشكل كبير.
• تخصصك فيزياء.. لماذا لجأت لعلاج السرطان بالذهب؟
قصة طويلة لا يعلمها إلا المقربون.. زوجتي كانت هي قرة عيني وتسير معي في كل شيء، ولكن قضاء الله جعلها تمرض بالسرطان وماتت متألمة به وفارقت حياتي وجعلتها سوداء من يوم رحيلها.. وقتها بدأت أفكر في علاج للسرطان؛ كي لا أحرم أي شخص من حبيب له، ومن وقتها كرست حياتي ووقتي لعلاج السرطان بجزيئات الذهب.
• ومن وراء تمويل مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب؟
مؤسسة "مصر الخير" لها الفضل بعد الله في تمويل مشروعي، ولم يتأخروا في أي تمويل يطلبه الباحثون المشاركون معي، إلى جانب المركز القومي للبحوث وصندوق العلوم والتكنولوجيا.
• وما رأيك في وضع الصحة في مصر؟
متدهورة للغاية، لا يوجد نظام صحي في مصر سليم، والسبب يرجع إلى الزيادة السكانية الشديدة بشكل كبير يوما تلو الآخر.
• ما هي المشكلة التي تراها سببا في تأخر مصر عن غيرها؟
التعليم.. التعليم في مصر صعب للغاية، لا يوجد إستراتيجية واضحة للتعليم.. الأطفال هم بناة أي مجتمع، لكن في مصر لا يوجد اهتمام بالأطفال إلا في المدارس "الإنترناشيونال" فقط.. فارتفاع نسبة الفقر في مصر تجعل المصريين لا يستطيعون إلحاق أبنائهم بالمدارس الباهظة التكاليف.
• ماذا تطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أقول له يا سيادة الرئيس ركز على الإرهاب؛ لأن الإرهابيين "ولاد كلب"، وإذا تم التخلص من الإرهاب عاشت مصر آمنة.
• ما الفرق بين الشعبين الأمريكي والمصري؟
ما أجمل الشعب الأمريكي في أنه لا يتدخل في الأمور السياسية على الإطلاق، يحيا من أجل العمل والأكل والشرب والترفيه فقط، أما الشعب المصري أصبح مخضرما في السياسة، وهذا يؤدي بهم إلى مشاكل عديدة نحن في غنى عنها.
• ما رأيك في الوضع الحالي بمصر؟
مصر بدأت تخطو خطى بطيئة نحو الطريق الصحيح، بعدما قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو رجل محترم وطيب جدا، ويفهم كل شخص يجلس أمامه.
• هل أنت حزين على أنك لم تحصل على منصب عضو استشاري ضمن مجلس خبراء مصر التابع للرئاسة؟
يضحك بهدوء.. إطلاقا أنا مرتاح جدا بدون مناصب، فالسياسة تجلب المشاكل، ودليل بقائي بالحياة حتى الآن هو عدم دخولي في السياسة.
• قابلت الرئيس السيسي مرة واحدة.. ماذا رأيت فيه؟
شخص محترم يدير الأمور بسياسة دبلوماسية هادئة، وكسب حب الشعب بطريقة رائعة، يسمع أكثر مما يتكلم، وهذا دليل على نجاحه، وطلبت منه أن تقوم القوات المسلحة بعمل جيش صناعي ثانٍ يقوم بتصدير منتجاته إلى الخارج، وزيادة مصانع المنتجات الغذائية في مصر.
• عند مقابلتك بالرئيس المخلوع مبارك في عام 2008.. ماذا رأيت فيه؟
كان ينظر إلى المستقبل ولم ينظر تحت قدميه، وكان دائما يؤكد لي أن مصر ستعاني من أزمة مياه حقيقية بعد 15 عاما، وبالفعل حدث كلامه وتعاني مصر حاليا من أزمة سد النهضة.
• وكيف ترى حل هذه الأزمة التي تعتبر كابوسا لدى المصريين؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يقبل بعطش المصريين على الإطلاق، فهو يريد أن يصبح عند الثقة به دائما، وسيصل إلى حل قريبا.