رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة انقسامات الإخوان! (5 )


الخلافات داخل جماعة الإخوان أصبحت عصية على الحل والعلاج، وبالتالي الانقسامات داخل الجماعة سوف تستمر وتتسع وتتزايد؛ لأن أسبابها لن تختفي وإنما ستتراكم وتزيد أكثر وأكثر.


لذلك لنا أن نتوقع حدوث الكثير من التغييرات داخل الجماعة.. داخلها بالكامل وليس داخل قياداتها فقط؛ لأن الانقسامات - كما أسلفنا - فيه انقسامات بالطول والعرض والعمق بين القيادة والقواعد، وبين الكبار والشباب وداخل القيادة ذاتها.

هذه الانقسامات لن تقود الجماعة لمراجعة سياساتها ومواقفها السابقة وخططها، وإنما ستقودها إلى مزيد من المضي في طريق العنف والانتقام، خاصة أنها سوف تتمخض عن قيادة جديدة للجماعة نجت من السجن ولاذت بالفرار خارج البلاد.. وعادة من يهرب يكون أكثر تطرفا وليس أكثر عقلانية.. ولعلنا ندرك أن الحيوان المفترس الجريح أكثر شراسة من الآخر السليم.

وهكذا نحن إزاء انتهاء أسطورة أو أكذوبة التنظيمات الإسلامية المعتدلة، التي كانت جماعة الإخوان تسوق نفسها كعنوان لها، وهي الأسطورة والأكذوبة التي روجها الأمريكان لتبرير رهانهم على وصول الإخوان لحكم مصر وعدد من البلدان العربية لتأمين مصالحهم.. ولعل التقرير البريطاني الذي تمخضت عنه إعادة دراسة وبحث أوضاع جماعة الإخوان، يؤكد ذلك حينما انتهى إلى أن الجماعة كانت مصدرا للمتطرفين الذين انخرطوا في جماعات إرهابية، وأن هناك قطاعات داخلها تورطت في ممارسة العنف والتحريض عليه، بل إن مؤسس الجماعة شجع ممارسة الجماعة للعنف في مصر.

وهذا هو سبب رفض جموع المصريين عودة جماعة الإخوان مرة أخرى في البلاد.
الجريدة الرسمية