رئيس التحرير
عصام كامل

اختفاء 4 دول عربية ووفاة قائد كبير أبرز توقعات العام الجديد.. اندلاع حرب طائفية وانتشار القتل باسم الدين.. تعرض سياسيين للاغتيال.. تفشي ظواهر الفساد والقمع والاستبداد.. وكارثة طبيعية تضرب المنطقة

فيتو

مع حلول العام الجديد 2016، ضجَّت القنوات الفضائية من المحيط إلى الخليج، باستضافة من يدَّعون قراءة الغيب ويمارسون التنجيم والتلاعب بعقول المشاهدين، يمارس هؤلاء الدجل والشعوذة تحت حماية الكاميرات.

التبؤات التي تطلقها زمرة المشعوذين، حول توقعاتهم، وزعم قراءة الغيب الذي يمتلك علمه الله، تنبني هذه الرؤية التنجيمية على مجموعة من المعطيات السياسية التي يتوقع أن تؤدي إلى هذه النتائج.

وخلال هذا التقرير، تقدم "فيتو" مجموعة من الأحداث متوقع أن يشهدها العام الجاري، بناءً على معطيات سياسية حقيقة وبعيدة عن ممارسات مشعوذي الفضائيات وادعاء الاطلاع على الغيب.

اختفاء 4 دول عربية
طبقا للحراك السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والرغبة العارمة في تدمير دول المنطقة وتقسيمها تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الكبير، وخروج هذه النية في تصريحات على لسان مسئولين غربيين، بات في حكم المؤكد اختفاء دولة سوريا وعدم عودتها إلى الحدود المتعارف عليها وتقسيمها إلى مناطق نفوذ، موزعة بين السنة والعلويين والأكراد.

وتنطبق نفس النظرية على ليبيا، التي تشهد صراعا مريرا بين قوى ميليشيات مسلحة في الغرب، وجيش يعانده الغرب، وترجيحات تقسيمها إلى ثلاث دويلات في نهاية المطاف هو الأقرب، بالرغم من المؤاتمرت الدولية التي تزعم بحثها عن حل ينهي إسالة دم عربي يراه المسئول الغربي "رخيصًا".

اليمن، هو الآخر، واقع في ذات المصير لا محالة، ولن تنجح رائحة بارود الرصاص في توحيد الجسد اليمني مرة أخرى، ومآل الأمور إلى دولة بالشمال وأخرى بالجنوب.

وبالرغم من أن العراق في ظاهره دولة، وفي باطنه دويلات الآن، من المرجح بقوة أن يشهد عام 2016 الإعلان الرسمي عن 3 دويلات هناك لـ"الشيعة والسنة والأكراد".

وفاة قائد عربي كبير
خلال نهاية ديسمبر من كل عام، يزعم الجهلاء ممن يحلمون بحمل لقب العراف الفرنسي الشهير "نوستراداموس"، بالاطلاع على علم الغيب وأسرار الحياة والموت، يرتكن هؤلاء في الشعوذة التي يمارسونها إلى الحالة الصحية لبعض القادة العرب، ويبرز هنا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة صيدا ثمينا لظروفه المرضية، إلى جانب عدد من الزعماء يمرون بظروف مرضية ناتجة عن الشيخوخة تؤشر على وقوع المكروه.

اندلاع حرب إقليمية
التكهن باندلاع الحروب هو الورقة الثانية الرابحة في طاولة التنجيم الفضائي، خاصة أن الصدام العسكري بين الدول بات واقعا مفروضا على الجميع، مع حالة التشنج السياسي ورغبة كل دولة في فرض هيمنتها وبسط نفوذها على دول الجوار المصابة بالضعف.

والمعطيات السياسية المتوافرة الآن تمهِّد لهذه الحرب الكبرى، والتي تحمل صبغة طائفية، مع تصاعد الصراع بين "السنة والشيعة"، وتخلي دول النفوذ الإقليمي عن القومية، وسعيها إلى تحقيق مشاريعها تحت غطاء الدفاع عن الرب وانتشار القتل باسم الدين، وترديد مصطلح الحرب المقدسة.

اغتيال سياسيين
تعرض عدد من السياسيين للاغتيال ليس قراءة للغيب، بقدر ما هو واقع فرضه الصراع على كراسي السلطة، ورغبة كل طرف في إزاحة الطرف الآخر من الحياة، لتوسيع طريق الوصول إلى المناصب.

وعلى مدى هذا العام، سوف يتعرض الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، لعدة عمليات تهدف إلى تصفيته، وربما يطول الأمر الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، وفي ظل الصراع على السلطة في ليبيا لا يستبعد تعرض رئيس مجلس النواب "عقيلة صالح" لذات المصير، لإخلاء الطريق أمام "نوري بوسهمين"، رئيس البرلمان المنحل في طرابلس، وتتوافر أرض خصبة في سوريا لتكرار السيناريو، بإهداء توابيت الموت المتبادل بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقيادات الميليشيات المسلحة.

الفساد والكوراث
العرض السابق لما تشهده المنطقة من صراعات سياسية يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن تفشي ظواهر الفساد والقمع والاستبداد في المنطقة التي يتبناها المنجمون، أمر منطقي، بسبب إعلاء مصالح القادة والزمرة المقربة على احتياجات الشعوب.

وفيما يتعلق بالكوارث الطبيعية التي تضرب المنطقة فلها معطياتها، في ظلل الخلل الطبيعي ودخول غالبية دول الشرق الأوسط في حزام زلازل وأعاصير، وتهديدها بتسونامي نتيجة التغيرات المناخية التي تسبب فيها البشر.

الجريدة الرسمية