السيد حمدي عن ليلة التخشيبة: المحبوسون في قسم شبرا شهادات عليا ومثقفون
- "ماليش في الترامادول"
- مستعد "أبوس رجل" إيهاب جلال.. و"دربت المساجين في السجن"
- زيارة مدرب المنتخب في محبسى.. "مفاجأة"
- خضعت لتحاليل بالجملة مع الأهلي.. وتعاملت بطريقة آدمية في محبسي
السيد حمدي.. أبرز الأسماء التي سجلت اهتمامًا بالغًا في الوسط الرياضي مؤخرًا، بعد واقعة حبسه 4 أيام على ذمة قضية اتهامه بتعاطي الترامادول، التي على إثرها تم اقتياده إلى قسم شبرا واحتُجز لعدة أيام قبل الإفراج عنه.
"فيتو" التقت السيد الحمدي، في حوار خاص، تحدث فيه عن كواليس ليلته الأولى في التخشيبة، وأسرار الواقعة وكواليس الأزمة التي تعد الأخطر والأصعب له في مسيرته الكروية.. وإلى نص الحوار:-
* في البداية حدثنا عن تفاصيل الواقعة؟
بصراحة.. غير مسموح لي بالتحدث في أي تفاصيل حتى تنتهي القضية، لكنني أحمد الله على إخلاء سبيلي وأثق من براءتي من هذه التهمة، وسوف أكشف التفاصيل كاملة عقب إصدار حكم المحكمة.
* من وجهة نظرك.. هل ترى أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه؟
طبعا.. الموضوع بالفعل أخذ أكبر من حجمه بكثير، رغم أن الجميع يعرفون أنني بريء من هذه التهمة، ولكنني لست فوق القانون.
* ما حقيقة تعاطيك "الترامادول"؟
ليس لي علاقة بالترامادول، وسوف يعرف الجميع الحقيقة في القريب العاجل، خاصة بعد إعلان نتيجة التحاليل الذي خضعت له ومررت بتجارب تحليل كثيرة مع الأهلي، وأنا بالذات كنت أحلل كل مباراة.
* حدثنا عن أولى لحظاتك داخل "تخشيبة القسم"؟
لن أنسى تلك اللحظة، فبمجرد دخولي المحبس شعرت بإحساس غريب ومؤلم، فشعورك بأنك مقيد ولا تعيش حياتك الطبيعية شعور لا تمحوه أي كلمات، وبدأ شريط الأحداث يدور أمامي والكلام الذي سيقال عني وسمعتي وسمعة أهلي وأسرتي وأولادي.
* كيف تعاملت مع المسجونين؟
تعرفوا عليَّ بسرعة، والغريب أنني فوجئت بأنهم متابعو فريق مصر المقاصة في الدوري، وتحدثنا كثيرا عن كرة القدم، وفوجئت بأن أغلبهم أصحاب شهادات عليا وعلى درجة عالية من الثقافة، لدرجة أنني وجدت أن أزمتي تافهة بالنسبة لمشاكلهم، وهو ما خفف عني بعض الشيء.
* كيف كنت تقضي وقتك في المحبس؟
طلبوا مني تدريبهم على بعض التدريبات الرياضية ليمارسوها أثناء سجنهم، وحاولوا التخفيف عني بالحديث عن الكرة وأحوال البلد بشكل مستمر.
* هل وجدت معاملة جيدة من مسئولي قسم شبرا؟
فعلا تعاملوا معي كبني آدم، ولم أتعرض لأي شكل من أشكال الإهانة والتقليل من آدميتي كما يحدث دائما، والمعاملة كانت جيدة ويمكن أن أرجع هذا الأمر إلى تعاطف الجميع معي داخل القسم، خاصة أنني تعاملت معهم بكل ذوق واحترام.
* من زارك من لاعبي الأهلي؟
للأسف لم يقم أحد بزيارتي من لاعبي الأهلي، باستثناء وليد سليمان الذي اتصل بي فور خروجي، لكني أعذر الناس لصعوبة القيام بالزيارة، إضافة إلى أنني مازلت أتفحص تليفوني؛ لأن ضيق الوقت لم يسعفني لمعرفة من سأل عني.
* ما الدروس التي استفدتها من محنة السجن؟
عرفت معدن كتير من الناس لاعبين وأصحاب، ومن اهتم وسأل عني ومن لم يسأل، ومن لديه ثقة في براءتي ومن تكلم عني كلاما مسيئا، وبالمناسبة أوجه الشكر لأهلي وأسرتي وبعض أصحابي الذين وقفوا بجانبي.
* ماذا عن موقف نادي "المقاصة"؟
طبعا وقوف النادي بجانبي ومساندته لي في محنتي، موقفا لن أنساه لنادي المقاصة الذي أعتبره بيتي في المقام الأول، ولي ذكريات لا تُنسى معه، والإدارة تتسم بالاحترام والثقة في لاعبيها، ولو كنت في نادٍ آخر لاختلف الوضع كثيرا، وكان الموقف وقتها سيكون مغايرا تماما لموقف المقاصة.
* وموقف إيهاب جلال؟
لم أصدق نفسي عندما اتصل بي وأخبرني بأنني سأكون ضمن قائمة الفريق خلال لقاء المقاولون العرب، وأكد لي هشام محمد وصالح موسى ذلك عند زيارتهما لي، لكنني توقعت أن هذا مجرد تخفيف عليَّ في محنتي، ولم أستوعب أن يقوم المدير الفني بإشراك لاعب لم يتمرن وخارج من محبس ويشارك في اللقاء.
* لكنك شاركت باللقاء؟
هذا فضل من إيهاب جلال علىَّ لن أنساه طوال حياتي، وسأظل مدينا له بهذا الموقف، وقد قبلت رأسه ومستعد لتقبيل قدمه، شكرا له وقد كافأه الله بالفوز الكبير على المقاولون العرب بأربعة أهداف مقابل هدف.
* من فاجأك بزيارته لك ولم تكن تتوقع زيارته؟
فوجئت بزيارة معتمد جمال، مدرب منتخب 97، خلال محبسي، وحاول الشد من أزري، وثقته في براءتي، ورفع هذا من روحي المعنوية كثيرا.
* من ساندك في محنتك؟
محمد شعبان صديقي وجار، ومصطفى كمال من النادي، والمحامون وبعض أصحابي المقربين.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"