«في محراب الترجمة».. كتاب جديد لـ«يوسف بكار»
صدر عن دار الآن للنشر والتوزيع كتاب "في محراب الترجمة إضاءات وتجارب وتطبيقات ونقود" للدكتور يوسف بكار، وينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، أولها إضاءات عامّة عن الترجمة معنًى وقَدامة عند العرب وغيرهم، وأهميّةً ودواعيَ وشـروط وأنواع وطرائق، وشـروط المترجم ووظائفه.
وأشار المؤلف إلى أن العرب عرفوا الترجمة منذ عهد مبكر إذ بدأت حركة النقل والترجمة– وإن كانت ضـيقة بطيئة – منذ العصر الأموي، لكن هذه الحركة قويت في العصـر العباسـي منذ خلافة أبي جعفر المنصور، واتسعت اتساعًا كبيرًا بعد ذلك.
والثاني، معقود لصلة المترجم وقصّته مع الترجمة، وإجراءاته ومعاييره فيها من خلال ما ترجم منفردًا أو مشاركًا، وقد قصد المؤلف إلى هذا العنوان قصدًا ليتحدث عن أمرين معًا في الترجمة: تجربته الذاتيّة فيها ومن خلالها، ونقده لعدد من الترجمات.
والثالث، تطبيقات من خلال نموذجين اختيرا من كتاب «دمى باخيّام»، أحدهما عشـرون رباعيّة مقرونة بأصولها الفارسـية من رباعيّات الخيّام التي قد يكون ظنّ الأصالة فيها أكثر؛ والآخِر مبحث «عمر الخيّام عند المستشـرقين»، الذي يلقي ضوءًا ساطعًا على جهود خمسة مستشـرقين كبار على الخيّام وترجماتهم لمختارات من الرّباعيّات.
فلقد صحبت أعمال عمر الخيّام المؤلف أكثر من ربع قرن واطّلع كذلك على جلّ ما ترجم من رباعيّات إلى العربيّة سواء ما درسها في كتابه «الترجمات العربيّة لرباعيّات الخيّام: دراسة نقديّة» أو ما لم يدرسها ممّا توافر له بعد ذلك وكتب عن قسم منها ونشـره في مجلات وصحف، والأخير، موقوف على نقد ترجمة خمسة من دواوين الشاعرة الكويتية سعاد الصباح إلى اللّغة الفارسـية.
وأضاف إن حركة الترجمة الحديثة النشطة، إلى حدّ ما، من العربيّة إلى الفارسـية وبالعكس ليست بدعًا بين مثيلاتها من اللغات الأخرى وإليها من حيث خضوعها وخضوع مترجميها لكل مقومات الترجمة وشـروطها قديمها والحديث، ومن حيث أنّ زمر المترجمين فيها عرضة لما يعترض غيرهم من المترجمين من صعوبات ومشاق ومزالق، من حيث عدم تمكن كثيرين ممن يترجمون من اللغتين التمكن الواجب المطلوب للترجمة وما يستوجبه من إطار معرفي بسـياقات النّصوص وما في أحشائها من دفائن لغويّة وبلاغيّة وجماليّة ومصطلحات. فالمترجم مطالب دائمًا بأن «يمتلك معرفة متينة بلغات عمله، وثقافة عامة موسّعة».
يذكر أن للدكتور يوسف بكار أكثر من خمسين كتابًا في التأليف، وثلاثة كتب في الترجمة، وأربعة في التحرير، وقد طبعت كتبه أكثر من طبعة لما لها من أهمية في المكتبة العربية.