موتوسيكل الوزير
أسعدنى الحظ بلقاء محمد حافظ، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، وبناء على خلفيته الإسلامية كعضو بحزب النور السلفى توقعت أن تكون أفكاره جامدة فيما يخص الرياضة ونظرته لها، ولكنه فاجأنى بأشياء كثيرة جعلتنى أطمئن قليلا على مستقبل الرياضة فى ظل إخوانا (البُعَدَا)..
البداية عندما أبلغنى زميلى محمد أبو على الذى وجه الدعوة له أن رئيس لجنة الشباب فى الطريق وأنه سينزل لاستقباله فى محطة مترو الأنفاق، أى أنه قادم بالمترو، وهى لفتة طيبة غابت عن مسئولينا فترة كثيرة، وكنا دائما نضرب المثل ببعض وزراء الصين الذين يركبون الدراجات للمساهمة فى حل أزمة المرور، والآن أصبح لدينا رئيس لجنة شباب يستقل المواصلات العامة، ومنها مترو الأنفاق، بله أنه أخبرنى بأنه يدخل فى حوارات مع الركاب..
وما لفت نظرى أيضا عدم رغبته فى فرض رأيه، ولكنه يقبل التحاور..الحقيقة أن احترامى لهذا الرجل زاد بعد انتهاء الحوار معه، وتمنيت أن يكون جميع مسئولينا على شاكلته، ولكن كيف ونحن نصنع الفراعنة، فالوزير يذهب إلى وزارته رجل شريف ويرحل والشبهات تحوم حوله من كل جانب؛ لأن هناك من يزين له الحرام، ويقنعه بأن كل شىء غير شرعى حلال فى حلال.. أسطول السيارات تحت أمر جانبه، ولماذا تذهب المدام إلى السوق، وهناك جيش لديه القدرة على أن يلبى طلبات المدام، حتى لو كان لبن العصفور!! لماذا يذهب ابن سعادته إلى المدرسة فى الباص مثل زملائه، فلا بد من حراسة وسيارة لنقل جنابه!!..
أما بدل حضور الجلسات فهو أمر قانونى تماما، وليس هناك شبهة حرام؛ لأن اللوائح تمنحهم الحق فى ذلك، سواء حضر الجلسات أم لم يحضر، والسوابق كثيرة، ونادرا ما يرفض وزير الإغراءات ويحصن نفسه من زبانية جهنم الذين يلبسون الحق بالباطل.. وإذا كان ارتكاب مثل هذه الأفعال يمثل جريمة أخلاقية ودينية فإن الجرم يكون أكبر لو حدث من جناب الشيخ أو مولانا، وهو أمر طبيعى، فمثلا واقعة الشيخ على ونيس استحوزت على اهتمام عموم الناس، وقد تكون حادثة عادية تتم كل يوم، وأدراج مكاتب النيابة مليئة بمحاضر كثيرة من نفس النوعية، ولكن لأنه شيخ ويعطى محاضرات للناس لا بد أن يكون الجرم أكبر..
فى النهاية نريد رئيس جمهورية ليس أسطورة، إنما رجل عادى يشغل الوظيفة لفترة محددة، ووزراء من لحم ودم لا يمثلون فيلم الوزير جاى، ناس تسير فى الشارع وتقف فى الطوابير وتقترب أكثر من الناس.. وقتها فقط نعترف ونقر أن مصر قامت فيها ثورة غيرت فى وجه مصر والمصريين..عموما تفاءلنا بإخواننا، ولكننا وجدناهم يميلون لحياة القصور ومحاولة محاكاة رموز النظام القديم.. عموما للحديث بقيه إذا كان فى العمر بقية.