غزلان والصحفيون
الاعتداء الذى تعرض له الزملاء "عمرو الديب"، المحرر بالقسم السياسى فى "فيتو"، و"محمود شعبان بيومى" بجريدة "الوطن"، و"محمد طلعت داود" بجريدة "المصرى اليوم"، أمام مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين فى المقطم يوم السبت الماضى، يؤكد أن الجماعة قد أصابها مس من الجنون، وباتت – أكثر من ذى قبل – ترفض كل أشكال النقد والاجتجاج، وتضيق ذرعًا بالتظاهر وحرية التعبير عن الرأى، على الرغم من معسول الكلام الذى كانت تطرحه قبل انتخابات الرئاسة وفوز مرشحها الدكتور محمد مرسى، الذى تؤكد الأحداث يوما بعد آخر أنه مندوب مكتب الإخوان فى قصر الاتحادية، وليس رئيسًا يضع نصب عينيه هموم ومصالح شعب اختاره ليكون رئيسًا لكل المصريين، وليس فقط لأهله وعشيرته.
واللافت أن الجماعة لم تكتف بالاعتداء على الصحفيين الثلاثة فقط، بل راحت عبر متحدثها الرسمى محمود غزلان، تدافع عن موقفها، حيث قال "غزال" – لا فُضّ فوه: إن عددًا من المتظاهرين قاموا بسب الإخوان وقياداتهم واستفزاز شباب الجماعة الموجودين أمام مقرها، موضحًا أن بعض الصحفيين والمصورين الذين حضروا مع المتظاهرين لتغطية الأحداث شاركوا فى الاستفزاز، ما تسبب فى وقوع اشتباكات محدودة.
هكذا تحدث الغزال المتوتر، دون خجل، وراح يرغى فى الأمر ويعيد ويزيد، متقمصًا دور الإذاعى الشهير أحمد سعيد فى حرب 1967، ومحمد سعيد الصحاف؛ وزير إعلام صدام حسين، فقد كان كل همه هو الدفاع عن جماعته والدعاية لها، مستمدًّا كلماته – فيما يبدو – من جوزيف جوبلز – وزير إعلام هتلر، الذى لم يعرف سوى الدعاية للديكتاتور النازى وشعاره "اكذب حتى يصدقك الناس".
وحسنا فعل ضياء رشوان، نقيب الصحفيين الجديد، الذى شدد على أنه "إذا لم يتقدم محمود غزلان بأدلة تفيد بقيام الصحفيين باستفزاز المنتمين إلى جماعة الإخوان والاعتداء عليهم، فإن نقابة الصحفيين ستقيم دعوى سب وقذف ضده"، فقد صارت الجماعة وقياداتها تمارس الكذب ليلًا ونهارًا، من أجل الحفاظ على شىء واحد هو وجودها فى الحكم، ولو باغتيال الصحفيين معنويًّا، والاعتداء عليهم فى وضح النهار.