رئيس التحرير
عصام كامل

«الفرحة والمرارة» حصاد الكنيسة لعام 2015.. زارها «السيسي».. استشهد 21 من أبنائها بليبيا.. هجوم على زيارة البطريرك للأرض المحتلة.. صوره مع سيدة تثير أزمة مع البابا.. و36 نائبًا قبطي

فيتو

ساعات قليلة ويحتفل الجميع باستقبال العام الجديد، متطلعين أحلامًا وآمالا تتحقق خلال أيام وشهور العام الميلادى الجديد، وتنطوي الصفحات التي سطرت رخم متراكم من الأحداث، مما شهدته الدولة والكنيسة القبطية.


الكنيسة الأرثوذكسية
شهدت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية العديد من الأحداث على مدى العام، مزيج ما بين الفرح والمرارة، نظرًا للجرح الغائر الناجم عن ذبح 21 مصريًا قبطيًا بأيدي تنظيم داعش الإرهابي.

زيارة السيسي

بدأ عام 2015 للكنيسة القبطية بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكاتدرائية أثناء قداس عيدالميلاد المجيد، لتعد البادرة الأولى من نوعها لرئيس مصر يهنئ الأقباط من منبر العيد ذاته أثناء القداس والصلوات.

دموع ودماء
كالمعتاد لم يترك الإرهاب فرحة لتكتمل، وجاء شهر فبراير يحفر جرح غائر بالقلوب، بعدما قام تنظيم داعش الإرهابى بالأراضي الليبية بذبح 21 قبطيًا مصريًا من الموجودين على أرضها دون ذنب.

مصر تثأر للأبرياء

رغم حالة الهلع التي أصابت الكثيرين وحميه الشباب – في ثبات – أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية ثقته بأن مصر تثأر لدماء أبنائها الأبرياء والشهداء.

الصفعة المصرية
امتنع رئيس الجمهورية عن تقديم التعازي لأسر الشهداء وجموع المصريين في المصاب الجلل، إلا بعد القصاص، وبرد قاطع من القوات المسلحة المصرية تدك معاقل الإرهابيين في درنة، الأمر الذي زاد من أسهم الرئيس لدى الأقباط والمصريين لتكون رسالة قوية "دماء المصريين ليس مستباحًا"؛ ليزور بعدها الكاتدرائية مقدمًا التعازي للبابا.

الأحوال الشخصية
مثل اعتاد المسيحيين ترديده نظرًا للصعوبة البالغة في انفصال الزوجين، وشروطها التي تبدو غالبًا مستحيل توافرها بين الأزواج النافرين والمتناحرين.

وسط انشغال الجميع بكلمة البابا تواضروس في إحدى عظاته الأسبوعية، وتحديدًا في يونيو في 2015، تظاهر عدد من الشباب المتضررين على خلفية زيجات فاشلة وما زالوا عالقين دون حل للأمر، مما أدى لتدخل الشرطة المعنية بتأمين الكاتدرائية لتلقى القبض على 4 أفراد منهم.

بعد إخلاء سبيلهم التقوا بالبابا تواضروس، استمع البابا إلى مشكلة كل متضرر، شارحًا لهم عمل المجلس الإكليركي في ضوء اللائحة التنظيمية الجديدة، وشدد على سعي الكنيسة لحل كل المشاكل المتعلقة بمتضرري الأحوال الشخصية بسرعة.

توقف العظة
أعلن البابا تواضروس، خلال أحد عظاته في يوليو عن توقف العظة لحين الانتهاء من أعمال تجديد الكاتدرائية لافتتاحها في يوبيلها الذهبي عام 2018، ووسط تعجب الجميع من القرار.

الصورة الجديدة
عاود البابا ليستأنف عظاتة بصورة جديدة بدأ من أغسطس الماضي، ليكون أسبوعيًا في كنيسة مختلفة ويلتقى بأبنائها مما أسهم في زيادة أسهم البابا واتصاقه بالرعية بعدما وضع بالكاتدرائية أسوار حديدية كسياج حول المقر الباباوى.

وفى ديسمبر احتفال بابا الكنيسة القبطية بمعلمه الأنبا باخوميوس بمناسبة ميلاده وسيامته وسط حضور غفير في دمنهور.

إثيوبيا في قلب "مصر"
يبدو أن شهر يناير صاحب الزيارات الفريدة، جاء لزيارة مصر 5 أيام متواصلة، الأب متياس بطريرك إثيوبيا عقب إرجاء للزيارة لأكثر من مرتين، نظرًا لوجود الإخوان في سدة الحكم واضطراب الأوضاع الداخلية.

البابا بالخارج
فيما قام البابا كالمعتاد بعدة زيارات للخارج بدأها بزيارة أرمينيا ليشارك التذكار المئوي لضحايا المذبحة العثمانية، ومنها زار النمسا في مايو، كما سافر للسويد وهولاندا والدنمارك، كما ذهب للولايات المتحدة الأمريكية كأول زيارة لها منذ تنصيبه بطريركيًا، وفى ديسمبر زار إثيوبيا ليحتفل مع الأقباط هناك بعيد الصليب.

صورة وراء الهجوم
صورة للبابا تواضروس التقطت حال زيارته للسويد يقف بالكنيسة اللوثرية والتي ترأس الصلاة فيها سيدة، الأمر الذي فتح بابا للمنتقدين واتهامه بمخالفة تعاليم الكنيسة القبطية، إلا أن بابا الكرازة شدد بأن الكنيسة تحتفظ وتتمسك بإيمانها ولن تحيد عنه وهذا لا يمانع بأن الكنيسة الأرثوذكسية قلبها مفتوح للجميع.

الحق الممنوع
فقدت الكنيسة المصرية الأنبا إبراهام، مطران الكرسي الأورشليمي والقدس، خلال شهر نوفمبر الماضي، ونظرًا للطقس المعتاد أن يقيم البطريرك صلاة الجناز على مطران القدس حال وفاته، بالإضافة إلى وصية الراحل بأن يدفن بالأراضي المحتلة.

كان الأمر ما بين المطرقة والسندال، أما يكسر البابا القاعدة ويسافر لصلاة الجناز على الراحل، أو يظل ها هنا ليوجه إليه اللوم من كل فج عميق، اتخذ القرار الأول لتكون أول زيارة منذ 35 عاما لبطريرك الكنيسة لأراضي القدس.

وأكد البابا أنه يؤدي واجبه، وقرار منع زيارة الأقباط للقدس ما زال ساريًا، تزامنًا لوصول البابا لمطار بن جوريون بإسرائيل شنُ الكثيرين هجومًا حادًا تجاهه.

لم ينظر المهاجمون إلى تصريحات الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، الذي طالما شدد على أن زيارة المصريين للقدس لصالح السجين وليس السجان.

أضرار السيول
شهدت البلاد سيولا بعدد من المناطق مما أدى لكثير من التلفيات بعدد من مبانى أديرة برية بوادى النطرون، الأمر الذي يحتاج لوقت للإصلاح وإعادة ترميمه، ولا سيما أن السيول كانت سببًا في إرجاء السيمنار المخصص لمناقشة مسودة اللائحة الداخلية بالكنيسة للأحوال الشخصية.

طفرة نوعية
وجاءت انتخابات مجلس النواب لإتمام الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، لتظهر النتائج تفوق المصريين الأقباط على أنفسهم، وخاصة الذين خاضوا بالنظام الفردي، هناك 12 قبطيًا حاز على مقاعد الفردي بينهم أول سيدة قبطية تفوز بانتخابات فردية.

نتائج طيبة في المقاعد الفردية، وتمكنوا من حسم 12 مقعدًا فرديًا، و24 مقعد بالقوائم كأكبر نسبة لتمثيل الأقباط في البرلمان منذ عام 1924 ما اعتبره البعض تطورًا.

وفى عام 2015 تعرض أسقف الشباب الأنبا موسى لوعكة صحية سافر على إثرها لتلقى العلاج بأحد مستشفيات لندن، وقام البابا بالاتصال للاطمئنان عليه وزيارته عقب عودته إلى مصر.

كما شهدت أروقة الكنيسة تضارب الرؤى مع الآخرين بشأن القانون الموحد للأحوال الشخصية، وتمسكت كل كنيسة بنصوصها ولوائحها الداخلية المنظمة للأمر.

في ختام العام شهدت الكنيسة القبطية تأسيس أول كنيسة قبطية أرثوذكسية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنطقة 15 مايو، كما افتتح عدد من الكنائس التي تمت إعادة إعمارها بعد تعرضها لاعتداءات سابقة، ويظل أمران حائران معًا "الأحوال الشخصية دون حلول جذرية وأحداث القديسين دون جناة".
الجريدة الرسمية