تراجع النفط نعمة لـ «المستوردين» ونقمة على «المصدرين»: الخليج يواصل نزيف الخسائر بسبب الانخفاض.. ومصر تحصد فوائد هبوط الأسعار.. خبراء: قلل فاتورة الاستيراد لـ 50%.. وخفض الدعم لـ 6
لأول مرة منذ 11 عاما يتراجع النفط إلى أدنى مستوى له ليصل سعر البرميل 40 دولارا في السوق العالمية وهو ما أحدث تداعيات سلبية على اقتصاد الدول الخليجية المصدرة للنفط كالسعودية والإمارات والكويت والبحرين وأخري إيجايبة على مصر باعتبارها دول مستورة للمواد البترولية.
نزيف الخسائر
واستمر نزيف الخسائر بدولة السعودية نتيجة التراجع حتى وصل لـ 316 مليار ريـال سعودي وهو ما شكل عبئا على موازنتها باعتبارها أكبر الدول المنتجة للنفط ومصدرة له لكل البلدان وترأس منظمة الأوابك للأقطار العربية المصدرة للنفط ومن ثم كان للتراجع نقمة لدول الخليج ترتب عليه خلل في ميزان المدفوعات باعتباره الذهب الأسود الذي يشكل دخلا أساسيا لتلك الدول بنسبة 90 % .
ومن الجهة الأخري يعتبر انخفاض أسعار النفط نعمة وفوائد على الدول المستوردة وخاصة مصر لاستيرادها بـ 250 مليار جنيه سنويا منتجات بترولية من الخارج.
وقال المهندس صلاح حافظ نائب رئيس الهيئة العامة للبترول السابق، إن هبوط أسعار النفط في السوق العالمية لـ 40 دولارا للبرميل له تأثير إيجابي على الدولة وهذا يرجع لاستيراد مصر نسبة كبيرة من احتياجاتها البترولية بالعملة الصعبة.
تخفيض فاتورة الاستيراد
وأضاف في تصريحات خاصة لـ" فيتو" أن استمرار انخفاض أسعار النفط لأكثر من عام حتى الآن ساعد على تخفيض فاتورة الاستيراد اليومية من المواد البترولية نحو 50 % حيث تراجعت قيمة الاستيراد من 60 مليون دولار إلى 30 مليون دولار.
وأكد "حافظ" أنه لا يمكن تخزين المواد البترولية في ظل انخفاض أسعار النفط لأن المستودعات لدينا قليلة وحدها الأقصى في القدرات الاستيعايبة والتخزين لا يتعدى شهرا.
تخفيض الدعم
وأوضح أن انخفاض أسعار النفط كان له الفضل في تخفيض دعم المواد البترولية في موازنة عام 2013 – 2014 لـ 70 مليار جنيه و63 مليار جنيه في موزانة 2015 ومن المتوقع في ظل هبوط النفط أن تصل موازنة الدعم في 2016 لـ 55 مليار جنيه.
يؤثر على الاسثمارات
في السياق ذاته قال المهندس شامل حمدي وكيل وزارة البترول السابق، إن تراجع أسعار النفط في السوق العالمية لـ 40 دولارا للبرميل يؤثر بشكل جزئي على الاستثمارات للشركات الأجنبية العاملة في قطاع التنقيب والبحث والاستكشاف في مصر.
انخفاض المنح
وأضاف "حمدي" أن انخفاض المنح من دول الخليج كالسعودية والإمارات والكويت في المواد للبترولية يرجع إلى تأثر تلك الدول بانخفاض أسعار النفط.
وأكد أن تأثر دول الخليج بهبوط أسعار النفط جعلها تقدم لمصر مواد بترولية في شكل تسهيلات وقروض ميسرة الدفع على عكس ما كان في ثورة يناير وفترة ارتفاع أسعار النفط في عام 2013 حينما كانت تقدم للدولة منحا ودعما بتروليا دون مقابل.
مكاسب لمصر
وأكد أن مصر حققت مكاسب من تراجع النفط حيث قلت فاتورة سعر استيراد طن البنزين من الخارج لـ 50 % ليصبح بـ600 دولار بدلا من 1200 دولار وكذلك طن البوتاجاز بـ 500 دولار بدلا من 1100 دولار