رئيس التحرير
عصام كامل

توصيات المؤتمر السادس والعشرين لاتحاد الكتاب العرب

اتحاد الكتاب العرب
اتحاد الكتاب العرب

في نهاية اجتماعات المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي عقد في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 24 إلى 29 ديسمبر، أكد المجتمعون على أنه على الرغم من اشتعال الأرض تحت أقدام العرب في كل أقطارهم، وعلى الرغم من تهافت أعداء الوطن بجحافلهم عليه، فإننا على يقين بأن الصراع صراع ثقافة وهوية ورؤى، وليس مواجهة عسكرية فحسب.


إن ما تسفر عنه هذه المواجهة ضد العرب أجمعين، سيترتب عليه فناء لغتهم وذوبان هويتهم.. ولذا فليس من المنطق أن يبقى المثقفون على منأى من هذا المشهد، بل هم يتمترسون في طليعته: توضيحًا لغوامض الرؤى، وكشفًا لدوافع الأعداء، وإزالة لستر الشعارات البراقة التي أطلقوها من أجل التفتيت والتمزيق والتحارب الداخلي، ابتداءً من سياسات العولمة والشركات العابرة للقارات، ووسيلتهم في هذا جميعًا -قبل الطائرات والدبابات- تشويه اللغة والوعي واليقين بالحقوق العربية في أن نحيا شرفاء أعزاء أحرارًا في أوطاننا، كما أننا لا ننتظر منهم رفقًا بنا إن لم نرفق نحن بأنفسنا ونبادر بحماية ذاتنا عقلًا وفكرًا وعلمًا وكسرًا للحواجز من وطننا العربي في خطوات بعينها تتمثل في:

1- التأكيد أن نزعات التطرف الديني تتناقض مع الجذور الثقافية العربية، بل وتطعن في أسسها، فما شهدته الحضارة العربية من نهوض في عصورها المزدهرة كان دافعه ومؤشره الحرية في الفكر والإبداع والبحث العلمي.

2- موجات التطرف هذه ليست مستوطنة في أجزاء من الوطن فقط، بل هي داءٌ مستشرٍ في جل خلايانا العربية، وينبغي أن تكون مواجهته عربية شاملة كذلك.

3- إعادة القراءة والفهم لمقدساتنا الدينية، في ضوء العقل والواقع وضرورات العصر الحديث، والتواصل مع الآخر من مثقفي الغرب والشرق لإطلاعه على حقائق الاعتدال والوسطية في مقدساتنا هذه.

4- تراث العرب يحمل كثيرًا من الثمين في عصور الازدهار وبعضًا من الغث في عصور الانحسار، وعلينا أن نلتفت إليه بشكل منهجي موضوعي، ولا يتسنى لنا هذا إلا عبر مؤسسات قومية كبرى، ونطالب في هذا الصدد بإنشاء مؤسسة للتراث العربي بتمويل من سائر الأقطار، وبجهود كل العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في هذا الشأن، تتناول تراثنا كشفًا، وتحقيقًا، ونشرًا، وانتقاء ليصل إلى كل قارئ عربي ومهتم أجنبي بالطريقة التي نريدها نحن ولا يريدها لنا الآخرون.

5- الانفتاح الثقافي على كل ما يتناسب مع الأصالة، ومواجهة موجات التكفير، عبر نشر مفاهيم الديمقراطية والحريات والتفاعل مع الآخر من موقع الثقة بالنفس، لا الاستلاب.

6- ضرورة قيام وسائل الإعلام والصحافة بدورها القومي المنطلق من المصالح العربية ومفاهيمنا الحضارية، بعيدًا عن التبعية والاحتواء.

7- ضمان حريات النشر والإبداع والتأليف، مع الحفاظ على اللغة الفصحى، بما لا ينفي جهود الإبداع المحكي من اللهجات العامية العربية.

8- إقامة مشروع عربي مشترك في مجال الترجمة، يعني بتقديم الأدب العربي إلى العالم، كما ينقل إلينا ما يصب في نهضة عربية علمية وعقلية، وتنظيم مؤتمر دوري للترجمة وقضايا الفكر بصفة عامة كل عامين، يبدأ دورته الأولى بالإمارات العربية المتحدة.

9- تأكيد الاتحادات العربية دعم المجتمع المدني بصفتها جزءًا منها، ونشر الحريات، وحقوق الإنسان، والعدالة بين سائر أبناء الشعب العربي وصولًا إلى تحقيق الديمقراطية المناسبة لمجتمعنا.

11- التنسيق بين سائر الاتحادات الإقليمية العربية في ممارسة الأنشطة الثقافية من نشر للكتاب وتوزيعه، عبورًا لكل الحدود المصطنعة، وتجاوزًا للحواجز، وبخاصة الرسوم الجمركية التي تفرض على تداول الكتاب من دولة عربية لأخرى.

12- إذا كان بعض همومنا العربية الآن، وبخاصة التطرف والأمية، يعود إلى التربية وتشوه التعليم، فينبغي الالتفات إلى بناء الإنسان العربي منذ الطفولة، وتغذية الحس النقدي لديه، وغرس جذور الانتماء القومي في هذه النفوس الغضة منذ بدايتها، عبر تعلم اللغة العربية قبل اللغات الأجنبية، ودرس التاريخ والحضارة وسائر مرتكزات هويتنا، مع ربط النظرية بالتطبيق بفتح الحدود لكل طفل عربي ليلم بمعالم كل أقطار العرب، من خلال السياحة والتنقل، إضافة إلى برامج الإعلام المختلفة.
الجريدة الرسمية