رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. ليلة الرعب في مترو الأنفاق.. القطار يسير بسرعة جنونية ويتجاوز 10 محطات دون توقف.. صراخ وإغماءات.. دهس فتاة تحت الأقدام.. والشرطة للمواطنين: «ملناش دعوة هو إحنا اللي سايقين؟»

فيتو

"ليلة الرعب".. هكذا هو الوصف الأدق والأنسب لما شهده ركاب مترو الأنفاق بخط حلوان مساء أمس الإثنين، بعد أن أغلقت أبواب القطار عليهم وسار بسرعة جنونية استمرت لـ 10 محطات دون توقف وسط الظلام الذي تخلله أصوات صراخ الركاب الخائفين من الموت.


قطار مترو حلوان كان يسير طبيعيا بدءا من محطة السادات حتى توقف في محطة السيدة زينب لدقائق بأبواب مفتوحة دون أن يستمع الركاب لأي انذارات في الإذاعة الداخلية للمترو، كما زعم المسئولون، ولكنهم توقعوا أن القطار تعرض لعطل مفاجئ كما يحدث عادة فبدءوا في ترك عرباته والنزول إلى الرصيف.

استكمل المترو وقفته الصامتة بمحطة السيدة زينب لدقائق، وبعدها أغلق أبوابه فظن الجميع أن توقعهم في محله وأنه تعرض لعطل مفاجئ ولن يكمل مسيرته، ولكنه عاد لفتح أبوابه مرة أخرى منتظرا في مكانه فعاد الجميع للداخل ظانين أنه كان عطلا مفاجئ وتم تداركه وانتهى الأمر.

بدءا من لحظة إغلاق أبواب المترو بعد دخول الركاب إليه مرة أخرى وحتى وصوله إلى محطة المعصرة خلال نحو "ربع ساعة"، عاش الركاب في حالة رعب وذعر لم يشهدها أغلبهم من قبل حسب قولهم، فالقطار قطع مسافة بين 10 محطات أو أكثر في وقت قصير جدا نظرا لسرعته الهائلة والتي وصفها البعض بسرعة "الصاروخ.

سار قطار المترو مغلق الأبواب بسرعة شديدة تثير الرعب، خاصة بعد أن أطفئت كل أنواره، وانقطعت شبكات "الموبايل" من جميع هواتف الركاب وبات القلق يتسرب إليهم واحدا تلو الآخر كلما زادت سرعة القطار من محطة إلى الأخرى مما تسبب في كونه يهتز بشدة نتيجة السرعة الفائقة.

أثناء رحلة الموت القصيرة، فكر الركاب في استخدام فرامل اليد الموجودة في مربع زجاجي داخل العربة ولكنها بدت متهالكة وشديدة القدم، ليست عليها أي إرشادات بطريقة استخدامها، كما أن سرعة القطار الفائقة جعلتهم يتراجعون خوفا من أن ينقلب المترو بأكمله إذا توقف بشكل مفاجئ وهو على تلك السرعة.

استمرت سرعة القطار في التزايد بدءا من السيدة زينب وحتى محطة المعصرة والتي توقف بها وفتح أبوابه لثوان قليلة ومجرد ما بدأ الركاب في النزول عاد ليكمل مسيرته بالسرعة ذاتها دون الالتفات لمن سقط أرضا وداست عليه أقدام المتدافعين ومن أصيب بساقه أو بذراعه أثناء محاولته القفز خارج "عربات الموت" وارتفعت اصوات الصراخ والنواح خاصة بين السيدات التي كان من بينهن من تحمل على ذراعها طفلا وكبيرات السن مع وجود حالات إغماءات وانهيارات كثيرة.

توجه عدد ممن نجحوا في القفز من القطار إلى أول ضابط شرطة عثروا عليها بالمحطة وطالبوه بإنقاذهم ومساعدتهم في معرفة سبب كل ما حدث فكان رده الهادئ عليهم "وإحنا مالنا، هو إحنا اللي كنا سايقين، عندكوا ناظر المحطة انزلوا كلموه"، كفيل بجعلهم بنسون ما شاهدوه داخل القطار والتوجه بغضبهم لمكتب النظار للمطالبة باقل حقوقهم وهو معرفة سبب ما حدث ولكنهم لم يصلوا لأي حلول في النهاية.

الغريب في كل ما تمت روايته سابقا، هو تكذيب المسئولين بهيئة المترو ووزارة النقل لرويات الشهود وتأكيدهم على أن القطار توقف بمحطة "السيدة زينب" وطالب الركاب بالنزول لكنهم رفضوا، فيما قال مسئول آخر إن جميع الركاب نزلوا في تلك المحطة ولم يتبق سوى ثلاثة أو أربعة أشخاص قائلا: "مش هنوقف الدنيا عليهم".

الحادثة التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، تطرح التساؤل إلى متى ستظل أرواح المواطنين آخر ما يلتفت إليه المسئولون وإلى متى ستظل قاعدة "مش هنوقف الدنيا عليهم" تحكم تصرفاتهم؟
الجريدة الرسمية