«كلاوديو ديسكالزي».. إيطالي يتربع على قمة الهرم الاقتصادي في مصر 2015.. المدير التنفيذي لـ«إيني» يكشف عن الغاز في «المتوسط».. 3.5 مليارات دولار تكلفة التطوير.. القدرة على
تربع الإيطالي كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني، بلا شريك أو منافس، على قمة الهرم الاقتصادي في مصر، خلال 2015؛ بفضل الاكتشاف الهائل للحقل العملاق "ظهر" وهو الاكتشاف الذي أوشك أن يحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة منطقة الشرق الأوسط أضف إلى ذلك الوعود بتوفر الطاقة بفضل اكتشاف حقل الغاز الضخم "شروق" المرتقب.
اكتشاف حقل "ظهر"
في أغسطس 2015 فاجأتنا الأنباء المفرحة في قطاع النفط والغاز، بإعلان شركة "إيني" عن اكتشاف حقل "ظهر" العملاق في مياه البحر الأبيض المتوسط.
كان هذا الاكتشاف كفيلا بتغيير حسابات الطاقة الإقليمية، بعد الإعلان عن احتياطاته البالغة 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، ما يجعله أكبر اكتشاف في مصر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وتتراجع كثيرا الحقول في المنطقة أمامه، فمثلا حقل "ليفياثان" الإسرائيلي لا تتجاوز احتياطياته إلى 19 تريليون قدم مكعب من الغاز.
3.5 مليارات دولار
وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة تطوير "ظهر" تصل إلى 3.5 مليارات دولار ومع الانتهاء من تطوير الحقل بالكامل من الممكن أن ترتفع تلك التكلفة إلى7 مليارات دولار، وفقا لتقديرات الشركة القابضة للغازات الطبيعية. ومع الضغوط المصرية على إيني لتسريع استخراج الغاز، من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2017.
التكلفة الضخمة للتنمية
ورغم كل تلك المعلومات المبشرة، فإن هناك أمورا تقف عائقا أمام إكمال الإنجاز التاريخي وفي المقدمة هناك أمران أساسيان يمكن أن يعوقا التطوير السريع للحقل العملاق.
الأول هو التكلفة الضخمة لتنمية الحقل، وهي قضية جعلت بالفعل كلاوديو ديسكالزى يدرس بيع حصة من الحقل، أما الثاني فهو مخاوف بشأن استعداد مصر وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية، فالهيئة العامة للبترول وإيجاس، لا يملكان تاريخا مثاليا في الوفاء بمستحقات شركات البترول الأجنبية كاملة أو في مواعيدها المحددة.
وبحلول نهاية عام 2015 فإن مستحقات شركات البترول الأجنبية تصل إلى 2.9 مليار دولار، 80% منها تستحقه شركات بي جي، وبي بي، وشل، وإيني، ولكن العوامل الرئيسية لتطوير الحقل سوف تعتمد على قدرة الهيئة العامة للبترول وإيجاس على سداد مستحقات شركات البترول الأجنبية، في توقيتها المناسب، وهو أمر ليس بالهين نظرا لنقص الدولار والمعوقات التي تواجه البنك المركزي في توفيره.
عقبة إسرائيل
أيضا، تمثل العلاقات بين مصر وإسرائيل عقبة كئودا، ذلك أن رؤية كلاوديو ديسكالزى، بتحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، تتوقف على احتمالات التعاون مع إسرائيل وقبرص في قطاع الغاز. فإذا استطاع البلدان إتمام اتفاق لربط الإنتاج من حقلي ليفياثان وأفروديت، فإن ضخ الغاز إلى المنشآت المصرية لإسالة الغاز الطبيعي سيصبح أمرا مرجحا بشدة. وبينما وصلت العلاقات المصرية القبرصية إلى تقدم غير معهود، فإن قضية التعاون مع إسرائيل في هذا الاتجاه ستبقى أمرا صعبا، بل وأكثر تعقيدا بعدما تقرر تغريم مصر 1.76 مليار دولار في تحكيم دولي لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية، مما أدى إلى تجميد محادثات مصرية إسرائيلية للتعاون في مجال الغاز الطبيعي.