رئيس التحرير
عصام كامل

حوار عن الإسلام العظيم المفترى عليه !


-ماذا فعل رب العزة جل جلاله مع إبليس إذ رفض السجود له ؟
لا شيء.. قال له اخرج منها فإنك رجيم

-لم يعذبه ولم يحرقه ولم يحبسه رغم أنه خالف رب العالمين؟

لا.. بل عندما طلب مهلة "رب فأنظرني إلى يوم يبعثون" قال له الرحمن الرحيم "فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم".

-ورغم ذلك أبلغنا الله بهذا الحوار في كتابه العزيز ؟
نعم.. وكان يمكنه أن يخفيه ولا يبلغنا به.. بل أكثر من ذلك.. فقد نقل القرآن تهجم الكافرين عليه سبحانه حين قالوا "يد الله مغلولة" وقولهم "إنما الله فقير ونحن أغنياء"!

-ولماذا ذكر القرآن ذلك وكان في غنى عنه ؟
ذكره كي نعرف ونفهم أن الحياة الدنيا ليست إلا حوارًا دائمًا بين الإيمان والكفر سيستمر إلى أن يشاء الله له أن يستمر.. منذ حوار الله مع إبليس.. إلى اختبار آدم عليه السلام وخروجه من الجنة إلى حوار نوح عليه السلام وقومه إلى حوار إبراهيم عليه السلام وقومه.. وهكذا إلى اليوم !

-وماذا نفهم من نقل هذه الحوارات في القرآن ؟
نفهم أنه لا إكراه على أي شيء حتى لو كان الانصياع لأوامر رب العالمين.. وحتى لو كانت من رب العالمين إلى خلقه مباشرة وبغير رسل.. ونفهم أن حرية الرأي مصانة لا حدود لها ولا سقف لها.. حتى لو طالت رب العزة بل ها هي تلك الحوارات والمواقف تحولت إلى قرآن نصلي به ونتعبد به.. كما نفهم أنه لا عقاب إلا بعد الحساب.. وأن الحساب يكون ختاميًا على مجمل الأعمال وليس بالقطعة على موقف أو أكثر والعبرة بالحساب الختامي كله الذي يحمل موازين الخير والشر.. الخطأ والصواب.. الإحسان والإساءة !

-نفهم من ذلك أن حرية الرأي في الإسلام مكفولة ؟
ليست مكفولة فقط وإنما مطلقة أيضًا.

-يعني ممكن أن نختار أفكارًا تتعارض مع الإسلام ؟
القرآن نفسه يقول في آخر سوره وهي سورة التوبة "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا" وهنا يقرر الإسلام مسألة تنظيمية تتعلق بمنع المشركين من دخول المسجد الحرام.. أي يمكنهم أن يبقوا على شركهم دون أن يمسهم أحد.. في مقابل أمرين اثنين هما ألا يعتدوا هم على أحد ولا يقربوا المسجد الحرام !

-إذًا لماذا يصفون الإسلام بأنه دين قتل وذبح وسجن للمختلفين في الرأي؟
لأنهم يعرفون الإسلام من كتب غير كتاب الإسلام.. يحكمون عليه من أفعال وسلوكيات وفهم بعض معتنقيه.. أما الإسلام نفسه بكتابه العزيز فلا يرجع إليه أحد!

-إذًا إن كانت الحرية مطلقة إلى هذا الحد.. فلماذا تعاقبون من يفكر ويجتهد ؟ لماذا تعاقبون من يهاجم من هم قطعًا أقل في القدسية والقداسة من رب العزة ؟

-لأننا نحكم بفقه الأمويين ضد خصومهم.. وبفقه العباسيين ضد الأمويين.. أما الإسلام النقي الصافي فلم يعد يراه أحد وهو أوضح من الشمس في عز الظهر !

-لكن غيرك لا يقول ولا يؤمن بذلك ؟
وأنا لا أعبد الآخرين.. إنما أعبد رب الآخرين.. وقدمت لك الأدله من كتاب الله العزيز الحكيم.. فلا يصح أن تواجهها بما هو أقل منه.. بمعنى أنه لا يصح أن أقول لك إن الله يقول كذا وكذا.. فترد وتقول إنما فلان يقول كذا وكذا.. هذا لا نقبله ولا يصح وليس من الأدب أصلا !
الجريدة الرسمية