وزارة الثقافة تختتم احتفالاتها بـ «يوم المترجم».. مصطفى إبراهيم يفوز بجائزة «الطهطاوي» وطارق راشد بـ «الشباب».. «عصفور»: حاربت مركزية أوربا.. و«هيكل»
اختتم المركز القومي للترجمة مساء أمس الإثنين، فعالية «يوم المترجم» التي ينظمها سنويًا للاحتفاء بالمترجمين على مستوى مصر والوطن العربي، باحتفالية كبرى في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس الأوبرا، والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي.
وفي بداية الاحتفالية قال وزير الثقافة، إنه يصعب الحديث عن المركز القومي للترجمة لأنه كان شاهدا ومشاركا في المشروع منذ أن حلم به الدكتور جابر عصفور أثناء أمانته للمجلس الأعلى للثقافة، مشيرا إلى أن ٨٠٪ من الكتب المترجمة كانت من الإنجليزية والفرنسية فقط، وإنما اتسع المشروع الآن ليشمل مجموعة كبيرة من لغات العالم.
وأكد النمنم أن «عصفور» يملك قدرا كبيرا من الجسارة والجرأة على نشر مجموعة من الكتب التي حملت في طياتها معانٍ وكلمات لم تكن توافق الوضع السياسي آنذاك، مثل كتاب الدكتور طلعت الشايب الذي صدر عام ٢٠٠٩، والذي كان يقول فيه مؤلفه الأصلي، في حق الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أنه الطاغية المستبد العجوز الذي يحكم مدة أطول من عبد الناصر والسادات، قائلا: «هذا ورد حرفيا في الكتاب ولم يتم الاعتراض عليه وأجازه جابر عصفور على الرغم من أن مبارك كان وما يزال في رئاسة مصر آنذاك».
دقيقة حداد
وطالب الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، في بداية حديثه بالوقوف دقيقة حدادًا، على روح المترجمين الراحلين الذين كانوا أساسا في بناء المركز القومي للترجمة، وأكد عصفور خلال كلمته أنه خلال مشروع القومي للترجمة، انتقد مجموعة من ركائز الترجمة في مصر، من ضمنها: «مركزية اللغة الإنجليزية، مركزية الأدب، مركزية أوربا».
طوق النجاة
وأضاف عصفور أن الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أنقذ المركز القومي للترجمة مرتين بتبرعاته، حيث تبرع مرة بـ٢٥ ألف جنيه، والمرة الثانية بـ٣٠ ألف جنيه، مؤكدا أن هذه التبرعات كانت بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ الترجمة في أصعب أوقاتها.
«المجانين والمخابيل»
فيما وصف عصفور، العاملين معه أثناء تأسيس المركز القومي للترجمة، بالمجانين والمخابيل، ومنهم الكاتب طلعت الشايب، وماجدة أباظة، ومحمد الخولي، مشيرا إلى أنهم كانوا يستمعون إلى أحلامه ويصدقونها دون أن يقللوا منها، وذلك منذ أن كان يترأس أمانة المجلس الأعلى للثقافة.
كواليس ترجمة كتاب «المثنوي»
وكشف عصفور، عن كواليس ترجمة كتاب «المثنوي» لجلال الدين الرومي، قائلا إنه «طلب ترجمة الكتاب خاصة لما يحمله من قيمة كبيرة، وكان قد اتفق مع الكاتب على أن يتقاضى ١٠ آلاف جنيه على كل جزء من أجزاء الكتاب الستة، بمجموع ٦٠ ألف جنيه، إلا أن المدير المالي للوزارة آنذاك رفض اعتماد المبلغ، وذهبت إلى فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق لكي أوضح له الموقف، وبدون أن يستمع لي رفع الهاتف، واتصل بالمدير المالي لكي يوافق على المبلغ مباشرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتقاضى فيها مترجم مثل هذا المبلغ الكبير».
وعرض خلال الاحتفالية فيلما قصيرا عن المركز القومى للترجمة، منذ تأسيسه وأبرز الإنجازات التي أتمها المركز، كما كرم المركز هذا العام مؤسسه ومؤسس المشروع القومى للترجمة الدكتور جابر عصفور الناقد الكبير ووزير الثقافة الأسبق، ويأتي التكريم بمناسبة مرور 20 عاما على إنشاء المشروع القومى للترجمة.
وتم تكريم كل من المترجم شوقى جلال عن مجمل أعماله وإنجازاته في مجال الترجمة، والمترجم المغربى الكبير عبد السلام بنعبد العالي، وتكريم مجموعة مميزة من المساهمين في إنشاء المركز القومى للترجمة وهم المترجم طلعت الشايب، والدكتورة شهرت العالم، وماجدة أباظة، ويختتم الحفل بفقرة موسيقية.
جوائز مسابقة رفاعة الطهطاوي
وفي ختام الاحتفالية أعلن المركز عن الفائزين في مسابقة رفاعة الطهطاوي والشباب، حيث حصد المترجم طارق راشد جائزة الشباب عن كتاب «عندما يسقط العمالقة»، تأليف مايكل جبة، وسلمه الجائزة الكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة، والدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة.
فيما فاز الدكتور مصطفى إبراهيم فهمي بجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة، عن كتاب «أعظم استعراض في العالم» تأليف ريتشارد دوكنز.