حسام عيسى يفتح الملفات الشائكة.. يتهم الحكومة بالإهمال في التعامل مع أزمة «سد النهضة».. يدعو للانفتاح على إيران ومساندة «الأسد».. يصف الحديث عن اندلاع ثورة ثالثة وفقدان السيسي لشعب
حل الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، ضيفًا على الإعلامية لبنى عسل، ببرنامج «الحياة اليومي»، المذاع عبر فضائية «الحياة»، ليعبر عن وجهة نظره في المشهد السياسي الراهن والعديد من الملفات الشائكة، كما أوضح رأيه في طريقة تعامل الحكومة مع ملف سد النهضة.
إدارة الأزمات
وقال «عيسى»، إن «مصر تعاني من سوء إدارة الأزمات منذ عقود طويلة، وهو ما نشهده في إدارة أزمة سد النهضة»، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الإثيوبية ساءت في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأضاف «عيسى»، أن الكنيسة المصرية كان لها دور كبير في تقريب وجهات النظر مع الجانب الإثيوبى، وأن السياسة المصرية اعتادت منذ القدم أن تحتوي أي أزمة تلوح بوادرها قبل أن تتفاقم، مشيرًا إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، أهمل خلال فترة حكمة توطيد العلاقات الأفريقية بشكل عام، وخاصة مع إثيوبيا وهو ما انعكس سلبًا في أزمة سد النهضة.
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، أن قضية سد النهضة، تم التعامل معها بدرجة كبيرة من الإهمال منذ البداية، مشيرًا إلى أن ملف حوض النيل كان من الواجب أن يبقى ضمن أولويات أي رئيس جمهورية، وهذا ما أدركه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين أخذ على كاهله متابعة هذا الملف بنفسه.
محكمة العدل الدولية
وأكد «عيسى»، أن اللجوء إلى محكمة العدل الدولية في أزمة سد النهضة أمر متاح، لأن القانون الدولي يعطي الحق لمصر في ذلك، مضيفًا أن إثيوبيا لا تعاني من أزمة مياه ولديها وفرة، ويمكن أن تبني عدة سدود صغيرة تنتج كمية أكبر من الكهرباء دون التأثير على حصة مصر من المياه.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إلى أنه ليس من مصلحة إثيوبيا معاداة مصر، أو أن تؤثر سلبا على حصتها من المياه، مؤكدًا أن المفاوضات التي تجريها مصر مع الجانب الإثيوبي من الممكن أن تأتى بثمار جيدة، موضحًا أن مصر لها حقوق تاريخية في مياه النيل كدولة مصب، وانتقاص حق مصر في مياه النيل قضية في غاية الخطورة ولا يجوز المساس بحقوق دولتي المصب.
السودان أقرب لإثيوبيا
وأكد «عيسى»، إن دولة السودان لن تصاب بضرر من بناء سد النهضة، ولذلك نجد حدة في التعامل من الجانب السوداني مع مصر في ملف سد النهضة، ونجد الموقف السوداني أقرب للموقف الإثيوبي منه للمصري، مضيفًا أن الموقف السوداني في سد النهضة غير مفهوم، والحكومة السودانية تتحرك وفقًا لانتماءاتها ومصالحها العامة، مشيرًا إلى أن الدول العربية تعاني من انكسار وضعف كالذي شهدناه عقب نكسة 1967، موضحًا أن مصر اعتادت أن تكون محورا إقليميا، وهو ما فعله عبدالناصر مع دول المحور، وأن توجه السادات ومن بعده مبارك نحو أمريكا على حساب علاقتنا الأفريقية أضر بمصلحة مصر.
الانفتاح على إيران
ولفت نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إلى أن الموقف الخليجي من إيران تسبب في تدهور الأوضاع بسوريا، مؤكدًا أن تقسيم سوريا خطر شديد على مصر ولا يمكن أن نقبل به، قائلًا «لو كانت مصلحة سوريا مع بشار فعلينا أن نساند بشار الأسد»، داعيًا الإدارة المصرية للانفتاح على إيران لأنها دولة محورية ولها دور كبير في المنطقة، مشيرًا إلى أن التشيع لا يمثل خطرا على الإسلام لأن العقيدة الإسلامية ليست هشة والأزهر قوي ولا يهزه تلك الشائعات، موضحًا أن هناك محاولات مشبوهة للإيقاع بين السنة والشيعة وهو خطر شديد يهدد العالم الإسلامي كله.
القضاء على «داعش»
وأوضح «عيسى»، إنه على مصر أن تدخل في تحالف موضوعي مع إيران لمواجهة الأخطار التي تهدد العالم الإسلامي كله، مثل تنظيم داعش الإرهابي الذي بات خطرًا على الإسلام والعرب أجمعين، مضيفًا، أن مصر تشهد حالة من الانحطاط الثقافي والتعليمي في المدارس والجامعات، وأصبح من يتكلم بلغة العقل كافر، قائلًا «العقل نام في مصر من عشرات السنين وعلينا عمل نهضة ثقافية أولًا لإحياء العقل والثقافة».
فضيحة البرلمان
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أن تشكيل ائتلافات داخل البرلمان مثل «دعم مصر»، قبل انعقاده يعتبر إلغاء للسياسة، مضيفًا: «البرلمان فضيحة ولا يمثل سوى أصحاب الأموال»، مؤكدًا أن ظاهرة المال السياسي في الانتخابات البرلمانية تعد انتهاك للشرف المصري، مشيرًا إلى أنه اتصدم من مانشيتات الجرائد التي كانت كلها تفضح عمليات شراء النواب لأصوات الناخبين، مشيرًا إلى أن من يقول إن ظاهرة المال السياسي موجودة في العالم كله «واهم»، مؤكدًا أن الدول المتقدمة مثل أمريكا وفرنسا لم تشهد مثل هذه الظواهر.
السيسي منقذ مصر
وكشف نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أن الصراعات في برلمان 2015 ليست سياسية، والأحزاب والائتلافات ليس لها برامج، مؤكدًا أن غياب الحياة السياسية سبب حقيقي للعزوف عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، مضيفًا، أنه على الدولة تشجيع الأحزاب ودعمها لإثراء الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن الدولة تحتاج إلى تنمية في العديد من المجالات، ولكن يجب ألا تكون التنمية على حساب الفقراء، ولا بد من أن يشعر المواطن الغلبان بتحسن في معيشته حتى يتحمل باقي الصعاب.
وأكد «عيسى»، أنه لا يعارض النظام، وإنما يسعى لفتح الآفاق، مضيفًا أن الرئيس السيسي هو الأفضل لإنقاذ مصر، والانطلاق نحو المستقبل.
عدلي منصور
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إن رئيس البرلمان هو المنصب الثاني في الدولة، وخطورته تتطلب حسن اختيار من يشغله، مؤكدًا أن ما حدث في الانتخابات البرلمانية لا يمنعنا من القول بأن مصر تقدمت خطوات كثيرة نحو المستقبل، قائلًا «المستشار عدلي منصور خسارة يتحط في البرلمان ده، ولكن شرف للبرلمان لو وافق عدلي منصور على رئاسته».
ثورة ثالثة
وأوضح «عيسى»، أن إصلاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هي التي ستعيد إحياء مصر، موضحًا أن إحياء الصناعة المصرية وإنقاذ المصانع المغلقة أصبح ضرورة ملحة، مضيفًا، أن الحديث عن ثورة ثالثة، وأن النظام يفقد شعبيته، «عبث» لا معنى له، وأن تحقيق العدل الاجتماعي يجب أن يكون المشروع القومي الأول للدولة الآن.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي فيه الكثير من صفات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أهمها طهارة اليد، وحب الشعب والعمل على تحقيق العدل الاجتماعي.