رئيس التحرير
عصام كامل

انفجار فيصل.. ملاحظات وتساؤلات مهمة ومشروعة!


فلنذهب إلى الموضوع مباشرة؛ حيث تلفت نظرنا عدة شواهد في العقار المنكوب بمنطقة سهل حمزة، التي تقع بين شارعي فيصل والهرم وخلف مستشفى الهرم مباشرة، وكلها تفتح الباب واسعا لتساؤلات عديدة.. فانفجارات الغاز تحديدا يمكن معرفتها بمجرد النظر أو حتى من خلال رائحة المكان أو بهما معا، فماذا يعني أنه حتى بعد الحادث بساعات يكون حال التحريات وفحص ومعاينة المكان هو عبارة "جار بحث أسباب الحادث"؟.. ومصادر أخرى قالت "الأسباب مجهولة حتى الآن"!، علما بأن انفجارات الغاز عموما تخلف وراءها رائحة وحرائق قد تبقى مشتعلة بعض الوقت وتترك أثرا وسوادا.


السؤال الثاني: إن كان الحادث ناتج عن انفجار من داخل إحدى الشقق بالدور الأرضي، فكيف تتحطم بالكامل الجدران الخارجية للدور الأرضي دون الجدران الداخلية؟.. أو على الأقل الدمار من الخارج أكبر وأشد؟.. والسؤال الثالث: إن كان الانفجار تم في الدور الأرضي فكيف سقطت شرفات ونوافذ باقي العقار المطلة على الشارع التي تعلو جدران الدور الأرضي بعدة أدوار؟.. التي سقطت إلا إذا كان الانفجار من الخارج إلى الداخل وليس العكس؟.. وخصوصا أن تدمير السيارات في الخارج كان كبيرا وملفتا أيضا!

والسؤال الرابع: هو تأكيد للإجابة المحتملة عن السؤال السابق وهو كيف يمكن لانفجار داخلي أن يخلف خسائر في واجهة العقار والعقار المواجه على الناصية الأخرى للعقار؟.. اللهم إن كان أيضا موجة الانفجار من الخارج إلى الداخل وكان مركز الانفجار بين الناصيتين؟

والسؤال الخامس: هل هي صدفة أن يمر نائب رئيس هيئة قضايا الدولة بالمكان؟.. المنطق يقول إن الضحايا من خارج العقار هم أول من نقلوا إلى المستشفى؛ حيث كان الدخول إلى العقار محفوفا بالمخاطر في اللحظات الأولى للحادث، فكيف فوجئنا بوقت متأخر نسبيا أن نائب رئيس هيئة قضايا الدولة - وهو في إجازة في مصر لعمله في دولة شقيقة - من بين المصابين؟.. وبإصابة بالغة أدت إلى وفاته؟!

يلفت النظر شهادة بعض الجرحى، ولم يقل منهم أحد كيف تم الانفجار، ولم يتحدثوا إلا عن الصدمة وشدة الانفجار والغبار الكثيف الذي جرى..

بالطبع قامت أجهزة الأمن بمجهود كبير لمسناه عند زيارة مكان الحادث، ليس فقط لتمشيط وتأمين المكان إنما أيضا في الحرص على ممتلكات السكان، وكان أغلبهم غير موجود أو مع المصابين في المستشفى، وفي المستشفى تعاملت الطواقم الطبية أيضا بشكل جيد مع الحادث وضحاياه، ويبقى القول إن العناية الإلهية رغم الحادث أنقذت المنطقة من كارثة محققة لوجود محطة وقود على بعد أمتار قليلة من المنزل المنكوب!

يبقى القول - اتصالا بما سبق أو بغير اتصال - إن توجيه الانفجار في اتجاه ما ممكن جدا أو على الأقل توجيه معظمه في اتجاه محدد، وهو ما يعرفه جيدا خبراء المفرقعات أو المتخصصون في العبوات الناسفة، من خلال نوع الحشو الداخلي أو بعبوة مستطيلة وليست دائرية، وتفاصيل أخرى ليست ضرورية هنا، ونبقى في انتظار تحقيقات النيابة والأجهزة المختصة!!
الجريدة الرسمية